فرأيته منكرا عليه وعظم علي ذلك منه رحمة الله عليه وعرف ما وقع معي فقال: لا نظن إلا خيرا الإمام القاسم -عليه السلام- مهيب جدا فلا يكاد يستوفي من راجعه البحث والطلب وهو بشر يجوز عليه الخطأ وكذا. فطابت نفسي بعض شيء مما كان فلم أدر بعد ذلك إلا وسيدنا رحمه الله يحصله بنفسه ويحث على تحصيل شرحه، وأكثر من طلب ذلك من الإمام -عليه السلام- ومن حي السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي رحمه الله، ولقد وصله رسالة من السيد ناصر بن محمد صبح الغرباني مع قيامه كما سبق فيها طول، فكتب في ظهرها كلمتين إشرح الأساس واترك الناس والسلام، ولا زاد على ذلك شيئا، فسألته رحمه الله كيف رجعت إلى الأساس؟ فقال: هذا الإمام -عليه السلام- أشبه تواضعا بسليمان بن داود نبي الله -صلى الله عليه(1)- أنصفني في المراجعة حتى أني طلبته سماع هذا الكتاب وقلت له: إذا وجدت الحق في ترك هذا الكتاب أو شيء منه تركناه لا يفتح، فقال:ما معناه بل نحرقه أو كما قال، فشرطت عليه حفظ الباب حتى يتم المعشر، قال: ففعل وأسأت الأدب في حقه فكان الإذن إلي في الداخل، قال: فكنت في مواضع قد تقرر عندي من كتب المعتزلة قوتها لا أكاد أرجع عنها فيطيل لي المراجعة والتأمل والنظر، ولقد نقرأ في يوم كامل مسألة وفي يومين مسألة حتى(2) قال: إنه بقي هو والإمام ينظر في مسألة ثلاثة أيام فصح لي هذا الكتاب أنه قطعي أو كما قال.
صفحہ 8