157

فمن السلطان بالسوط [66/أ] والسيف والقطع والحبس، ومن العلماء بالقول، وعلى قدر ما يطيقون، ومن العامة بالقلوب وعلى قدر ما يطيقون، فإذا لم فعلوا(1) ذلك عمهم الله بعقابه.

واعلموا أنه لا أشد بلاء ولا أعظم حسرة من الإغترار بالأمل، ونسيان ما يجب وبحق الله سبحانه من العمل قال سبحانه: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}[الأنعام:44-45].

قال ابن عباس(2): لما نسوا ما ذكروا به، وعظوا به من هلاك الأمم الماضية والقرون الخالية، وتركوا ما وعظوا به من فعلهم وهلاكهم، فلم يتعظوا حتى إذا فتحت عليهم الدنيا، وأقبلت بزينتها وزخرفها وركنوا إليها، فأخذهم الله فجأة واحدة فإذا هم مبلسون: متحيرون آيسون من كل خير.

وروي عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((إن رجلا من بني إسرائيل كان يرى الرجل على المعصية فينهاه ثم لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وخليطه فلما رأى الله ذلك ضرب بقلوب بعضهم على بعض فلعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان متكئا فجلس: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه أو يلعنكم كما لعنهم )) .

وما روي عنه -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب له))(3).

وفي أخرى: ((أو لتدعن فلا يستجاب لكم أو لتسألن فلا أعطيكم أو لتستنصرن فلا أنصركم )).

وعنه -صلى الله عليه وآله وسلم-أنه قال: ((تعلموا العلم قبل أن يرفع الخير)).

صفحہ 169