جواهر حسان في تفسير القرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
اصناف
وندم وقوله سبحانه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الآية تشديد في لزوم قول الحق على الله في الشرع والأحكام وقوله ودرسوا ما فيه معطوف على قوله ألم يؤخذ لأنه بمعنى المضي والتقدير أليس قد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه وبهذين الفعلين تقوم الحجة عليهم في قولهم الباطل وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وادارسوا ما فيه ثم وعظ وذكر تبارك وتعالى بقوله والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون وقرأ أبو عمرو أفلا يعقلون بالياء من اسفل وقوله سبحانه والذين يمسكون بالكتاب عطف على قوله للذين يتقون وقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر يمسكون بسكون الميم وتخفيف السين وقرأ الأعمش والذين استمسكوا وقوله عز وجل وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة معناه اقتلعنا ورفعنا وقد تقدم قصص الآية في البقرة وقوله سبحانه ما فيه تدبروه واحفظوا أوامره ونواهيه فما وفوا وقوله سبحانه وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا الآية قوله من ظهورهم قال النحاة هو بدل اشتمال من قوله من بني آدم وتواترت الأحاديث في تفسير هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق أن الله عز وجل استخرج من ظهر آدم عليه السلام نسم بنيه ففي بعض الروايات كالذر وفي بعضها كالخردل وقال محمد بن كعب أنها الأرواح جعلت لها مثالات وروي عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أخذوا من ظهر آدم كما يؤخذ بالمشط من الرأس وجعل الله لهم عقولا كنملة سليمان وأخذ عليهم العهد بأنه ربهم وأن لا اله غيره فاقروا بذلك والتزموه وأعلمهم أنه سيبعث الرسل إليهم مذكرة وداعية فشهد بعضهم على بعض وشهد الله عليهم وملائكته قال الضحاك بن مزاحم من مات صغيرا فهو على العهد الأول ومن بلغ فقد أخذه العهد الثاني يعني الذي في هذه الحياة المعقولة الآن وقوله شهدنا يحتمل أن يكون من قول بعض النسم لبعض فلا يحسن الوقف على قوله بلى ويحتمل أن يكون قوله شهدنا من قول الملائكة فيحسن الوقف على قوله بلى قال السدي المعنى قال الله وملائكته شهدنا ورواه عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله سبحانه أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين الآية المعنى ليلا تقولوا أو مخافة أن تقولوا والمعنى في هذه الآية أن الكفرة لو لم يؤخذ عليهم عهد ولا جاءهم رسول مذكر بما تضمنه العهد من توحيد الله وعبادته لكانت لهم حجتان احداهما أن يقولوا كنا عن هذا غافلين والأخرى كنا تباعا لأسلافنا فكيف نهلك والذنب إنما هو لمن طرق لنا واضلنا فوقع شهادة بعضهم على بعض وشهادة الملائكة عليهم لتنقطع لهم هذه الحجة
صفحہ 65