جواهر حسان في تفسير القرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
اصناف
وقوله سبحانه قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا الآية لما قال فرعون سنقتل أبناءهم وتوعدهم قال موسى لبني إسرائيل يثبتهم ويعدهم عن الله تعالى استعينوا بالله والأرض هنا أرض الدنيا وهو الأظهر وقيل المراد هنا أرض الجنة وأما في الثانية فأرض الدنيا لا غير والصبر في هذه الآية يعم الانتظار الذي هو عبادة والصبر في المناجزات والبأس وقولهم أوذينا من قبل أن تأتينا يعنون به الذبح الذي كان في المدة التي كان فرعون يتخوف فيها أن يولد المولود الذي يخرب ملكه ومن بعد ما جئتنا يعنون به وعيد فرعون وسائر ما كان خلال تلك المدة من الاخافة لهم وقال ابن عباس والسدي إنما قالت بنوا إسرائيل هذه المقالة حين اتبعهم فرعون واضطرهم إلى البحر قال ع وبالجملة فهو كلام يجري مع المعهود من بني إسرائيل من اضطرابهم على أنبيائهم وقلة يقينهم واستعطاف موسى لهم بقوله عسى ربكم أن يهلك عدوكم ووعده لهم بالاستخلاف في الأرض يدل على أنه يستدعي نفوسا نافرة ويقوي هذا الظن في جهة بني إسرائيل سلوكهم هذا السبيل في غير ما قصة وقوله فينظر كيف تعملون تنبيه وحض على الاستقامة ولقد استخلفوا في مصر في زمن داود وسليمان وقد فتحوا بيت المقدس مع يوشع
وقوله سبحانه ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين أي بالجدوب والقحوط وهذه سيرة الله في الأمم وقوله ونقص من الثمرات أي حتى روي أن النخلة من نخلهم لا تحمل إلا ثمرة واحدة وقال نحوه رجاء بن حيوة وفعل الله تعالى بهم هذا لينيبوا ويزدجروا عماهم عليه من الكفر إذ أحوال الشدة ترق معها القلوب وترغب فيما عند الله سبحانه
صفحہ 46