لست أشكو بها من العيش إلا ... ... أنني لا أزال في جلاسي بذلوا لي من السماحة وما ود ... ... وهو منهم يزيد في إيناسي
فنهاري في حرز طه مقيم ... ... ومسائي ما بين ورد وآس
يا خليلي من دون كل خليل ... ... وأنيسي من دون أهلي وناسي
بلغ المصطفى بها من سلام ... ... وثناء معطر الأنفاس
فهو سؤلي من الأنام جميعا ... ... طوق جيدي أمنيتي تاج راسي
لا تحيل الأيام صدق ولائي ... ... واعتقادي في طيب أصل غراسي
فعلى كل من يحل بناديه ... ... وجمع الرفاق والجلاس
من إله الأنام ألف ألف ... ... ... من سلام نام بغير قياس
... ولقد جاء في الأثر عن سيد البشر: ((حب الوطن من الإيمان)) ومن المحبة نشر المحاسن، والتشبيب بذكر الأماكن.
أعد ذكر من حل الغضا يا معذبي ... ... وإن أضرموا بالأضالع والصدر
ولا تنس سكان العقيق وإنهم ... ... على وجنتي أجروه في مدة الهجر
... خطر ببالي، ولاح في خيالي أن أذكر بعض محاسنها، وأتعرض لذكر بعض أماكنها، باللوى والعقيق، والنقا، والفريق.
طور يماني إذا لاقيت ذا يمن ... ... وإن لقيت معديا فعدنان
منهج المؤلف:
... وقد بدا لي أن يكون هذا المجموع البديع وصفه، والمنيع جمعه مبنيا على مقالتين وخاتمة، ومن الله تعالى المسؤول حسن الخاتمة، فإذا تجلت شموسه انجلت عروسه.
اسم الكتاب:
وسميته: (( الجواهر الثمينة في محاسن المدينة )) وبالله التوفيق.
محاسن تهدي المادحين لوصفها ... ... فيحسن فيها منهم النثر والنظم
... وإذا نفحته نوافح القبول من حضرة السيد الرسول، وعوذت محاسن هذه الرسالة بالمرسلات، وأرتشف من زهر منثورها المطلول قطر النبات، فالأولى بها حيث اشتملت على أخبار ديار المصطفى، وهو في الحقيقة حبيب القلوب على الإطلالة، وأنبأت عن آثار أزهار مآثر النبوة، والصفاء، ولا غرو أن تتأرج بهذه الأنفاس المدينة أرجاء الآفاق.
صفحہ 6