ولساكنيك علي حفظ مودة ... ... ما خنتهم أبدا وربي شاهدا ... ومنها: الوعيد لمن لم يكرم أهلها، وإن إكرامهم، وحفظهم حق على الأمة. قال بعضهم: وليس المراد إكرام أرباب النعم منهم، والمتسورين بالآداب، فإن حال أولئك تقضي بإكرامهم، وإنما الكلام في إكرام المبتلى منهم، ومن عدم الأدب، والفضيلة، وألبسته الفاقة رداء المذلة.
... وكان يقال: إذا أقبلت الدنيا في قوم ألبستهم محاسن غيرهم، وإذا أدبرت عن قوم سلبتهم محاسن أنفسهم، وهذه الدسائس أيضا تكشف عند التأمل، والتوفيق لمن يدعى حب آل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وما أحسن ما قال:
يا أهل طيبة قد سكنتم أضلعي ... فودادكم نام وشوقي محكم
لا غرو أن أرعى هواكم منشدا ... من أجل عين ألف عين تكرم
... ومنها حديث: ((من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي)).
... وما ألطف ما قال:
فنحن بقربه فيما اشتهينا ... وأحببنا وما اخترنا وشئنا
يقينا ما نخاف وإن ظننا به ... خيرا أريناه يقينا
نميل على مكارمه كأنا ... إذا ملنا نميل على أبينا
... ومنها حديث: ((من غاب عن المدينة ثلاثة أيام جاء وقلبه مشرب جفوة)). وقال بعضهم:
ومسك حديث في هواها لأهلها ... يضوع وفي سمع الخليين ضائع
سلا هل سلا قلبي هواها وهل له ... سواها إذ اشتد عليه الوقائع
وقولا لها يا قرة العين هل إلى ... لقاك سبيل ليس في موانع؟!
... وما أحسن ما قال:
قنعنا بنا عن كل من لا يردنا ... وإن حسنت أوصافه ونعوته
فمن جاءنا يا مرحبا بمجيئه ... يجد عندنا ودا صحيحا ثبوته
ومن صد عنا حسبه الصد والجفا ... ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته
... ومنها: ما يوجد بها من رائحة الطيب الزكية، وطيب العيش بها خصوصا لأهلها؛ الذين لا تعلق لهم بالدول والدنيا.
رياض من نجد عرفها ضائع ... ونشرها الأرجاء قد عما
صفحہ 27