وحظ العيون الرمد من نور وجهها ... ... لشدتها حظ العيون العوامش
فلا أخصبت إلا لذي الحلم والثقة ... ولا أجدبت إلا لأهل الفواحش
... والحمد لله الذي أطلع من اجتباه من عباده الأبرار على خبايا الأسرار، وأسمع من ارتضاه من أصفيائه الأخيار من الغيب تغريد سواجع قضايا الأقدار، وأودع قلوبهم من جواهر المعرفة ما تختار منه عيون البصائر والأبصار ، وأطمع نفوسهم في إحراز رموز كنوزها بيد الإظهار، من سجف حجب الأستار الذي قدر حكم أحكامه ، وكل شيء عنده بمقدار، وبصر من شاء لإكرامه بنور إلهامه فاستخرج غرائب الأسرار بثواقب الأفكار.
... وصلى الله تعالى على سيدنا وسندنا محمد المصطفى المختار، ومؤازريه الأئمة الأطهار، صلاة متصفة بالاستمرار، متلوة آناء الليل وأطراف النهار.
... قال العلامة ابن حجر في كتابه "الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم" حرام عند أرباب القلوب على كل قلب شغل بالإرادات الدينية، والشهوات الدنيوية، أن يصل إليه المدد النبوي، بل ربما يخشى عليه من الوقوف بين يديه صلى الله تعالى وسلم عليه. فيجب الاجتهاد في تصفية الجنان مع ملاحظة الاستمداد من سعة العفو عما لا وصول إليه، فإنه يمد كل بما يناسب حاله، ولا وصول إلى الحضرة الإلهية إلا من بابه
... كما قيل:
أنت باب الله أي امرىء ... أتاه من غيرك لا يدخل
... إسعاد وإمداد:
... يحكي القاضي شهاب الدين ابن خلكان في ديوانه: أن الفقيه منصور التميمي أصابته مسغبة في سنة شديدة القحط، فرقي سطح داره ليلا، ونادى بأعلى صوته:
الغياث الغياث يا أحرار ... ... نحن خلجانكم وأنت بحار
إنما تحسن المؤاساة في الشدة ... لا حين ترخص الأسعار
... قال: فأصبح على بابه مئة حمل من البر. توفي الفقيه منصور الشافعي سنة ست وثلاثمائة.
... وما أحسن ما قال:
لا تحزنن ولا تخف ... ... ودع التفكر والأسف
الله عودك الجميل ... فقس على ما قد سلف
... لوائح وفواتح:
صفحہ 21