اضطرب اسكن أحد (1) وبقمته سقيفة وعندها صهريج يصعد إليه بعض الزوار بجهد جهيد.
وأنشد أبو عبد الله الفيومي لنفسه في ذلك :
هام بأشجانه إلى أحد
حتى إذا ما رأى به عجزه
وعنه عليه الصلاة والسلام أنه صعد أحدا فأقبل على المدينة وقال ويل أمها (2) قرية تدعها أهلها كأينع ما تكون (3) وفي أحد غار زعموا أن النبي صلى الله تعالى وسلم عليه اختفى فيه (4) وعن جابر مرفوعا أقبل موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام حاجين فمرا بالمدينة فخافا من يهود وكان بها (5) فخرجا مستخفيين فنزلا أحدا فغشى هارون الموت فقام موسى فحفر له ولحد ثم قال يا أخي إنك تموت فقام هارون فدخل في لحده فقبض عليه فحثا عليه موسى بالتراب ويعرف قبره بشعب هارون (6).
وما المرء إلا راكب ظهر عمره
على سفر يغنيه باليوم والشهر
والشهداء بأحد سبعون رجلا وكان عليه الصلاة والسلام يقول إذا زارهم سلام عليك بما صبرتم فنعمى عقبى الدار (7) وأما الوقوف على أحوالهم وسماع كلامهم وهو بحسب الاستعداد وكثير من سمع رد سلامهم وأما المشهد الشريف فيروى أن أم الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء هي التي بنته (8) في سنة سبعين وخمسمائة وجعلت عليه قبة متقنة وبابه كله مصفح بالحديد والقبر مجصص وعليه تابوت عليه ثوب من الحرير من خليع كسوة الضريح النبوي ثم زاد فيه الأشرف قايتباي زيادة أدخل فيها البئر (9) من الجانب الغربي وذلك في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة واحتفر خارج البناء بئرا بدرج تصل إلى (10) الماء وذلك على يد شيخ الخدام بالحرم
صفحہ 186