والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
[العنكبوت: 69] فإن الجهاد نفسه لا يكون إلا بهداية توفيقية من الله سبحانه، وقوله:
والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم
[محمد: 17] واختلف في هذه الهداية، هل هي مكتسبة من العبد نظرا إلى العمل يسببها؟ نحو الجهاد الوارد في قوله عز وجل: { والذين جاهدوا فينا } ، أو هي هبة من الله لعبده نظرا إلى أن الله هو الذي أفاضها عليه، والاختلاف باختلاف الاعتبارات ليس غير، ولذلك تصح نسبة إكتسابها إلى العبد كما تصح نسبة هبتها إلى الله تعالى.
المرتبة الثالثة: التوفيق لجوار الله سبحانه في جنات عدن وإليها الإشارة بقوله عز وجل:
والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم
[محمد: 4- 6] وقوله:
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم
[يونس: 9] وهذه هي أسمى مراتب الهدايات وأرقى منازل المهتدين، وجميع الهدايات السابقة سلم للصعود إليها، ووسائل للحصول عليها.
والأصل في كلمة هدى أن تستعمل بمعنى الإمالة - هكذا نقل القرطبي في تفسيره - واستدل له بقوله تعالى:
نامعلوم صفحہ