بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل قدر علي في الدارين عليا وأعطاه ذروة الشرف الباذخ وآتاه الحكم صبيا وأنشأه من شجرة مباركة طيبة ما زال دمث شرفها مضيا (1) وأظهر بنور إيمانه في الاسلام ما كان خفيا، وجلا صدا الباطل بحسامه فأصبح الحق به جليا وشيد بعزمه من الملة الحنيفية ركنا قويا وأرغم به معاطس الكفر وأوردها منه موردا رديا (2) وأنهله من العناية الصمدية والعلوم النبوية منهلا هنيا وسقى أهل بدر سم سمره وبيضه فلم يدع من كماتهم كميا (3) وحصد بمناجل سيوفه دروع حياتهم حصدا وبيا ولم يدع بأحد أحدا إلا وأغمد هامه حساما أو سمهريا وهزم حزب الأحزاب بعزمه وإقدامه وما زال مقداما جريا وفتح حصون خيبر خيبر فلم يدع بها شيخا ولا كهلا ولا صبيا وبارز عمرو بن عبد [ود] فعاد نسيا منسيا وأيد نبيه صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة ولم يزل ناصرا له ووليا واتخذه صلى الله عليه وسلم أخا وصهرا وظهيرا ووصيا وسلام [الله] عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
أحمده حمد من سلك من التوحيد صراطا سويا وغسل قلبه بماء الايمان فأصبح من الشك نقيا وأخلص في أقواله وأفعاله ولا يخلص لربه إلا من كان تقيا نقيا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا يزال قائلها بالاخلاص مليا.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي كان نبيا وآدم منجدل في طينته؟
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بكرة وعشيا وسلم وشرف وكرم وعظم.
صفحہ 11
وبعد فإن الله أرسل محمدا بالهدى ودين الحق - رحمة شاملة لجميع الخلق والايمان قد ذوت زروعه وانقطعت ينبوعه وتهدمت ربوعه وغاض معينه وقل معينة (1) - إلى قوم ضلت أحلامهم وعزبت عنهم أفهامهم قد علقوا على عبادة أصنامهم والاستقسام بأزلامهم (2) لا يعرفون الله ولا يوحدونه / 2 / ب / ولا ينزهونه عن الشرك ولا يعبدونه، والشيطان قد أعلن بالشرك وصرح وأعضل داؤه بالقلوب وزج، والباطل قد مدت أشطانه (3) وأغواهم شيطانه وربوع الايمان قد اندرست ومعالمه قد انطمست فكشف الله به الغمة وأتم به النعمة وأكمل به الرحمة وهدى به الأمة وأيده بالعصمة، وأقام به الملة الهوجاء والطريقة البلجاء وفتح به أعينا عميا، وآذانا صما (4) فقام مؤديا لرسالات ربه وجاهد في الله حق جهاده بقالبه وقلبه.
فكان أول من سعى إلى ناديه وإجابة مناديه [هو] ابن عمه البطل الهمام والأسد الضرغام والوافي بالزمام والحائز لجميع الخصال الشريفة على التمام ذو المناقب [و] الزاهد المراقب إمام البررة وقاتل الفجرة ورابع العشرة مبلغ السؤل وابن عم الرسول وزوج البتول الليث الغالب ومقصد الطالب رضي الله عنه وعن سائر الصحابة والمقربين من الأهل والقرابة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وسلم تسليما كثيرا.
صفحہ 12
أما بعد فإني ما زلت لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا، وعلى إمداحهم مكبا، نتنزه في روض بلاغتهم البديع، المزدي بأزاهر الربيع، وأتروي من مناهله الضافية فأجد به ما يجده العليل من العافية؟ لا سيما [من] كلام السيد الهصور المؤيد المنصور، ابن عم إمام الهدى المنقذ من الردى القاهر للعدى المحجل بجوده لبحر الندى خير الخلائق، وبحر الحقائق، أشرف الخلق على الاطلاق، والمتخلق بأشرف الأخلاق، سيدنا محمد الوافي بعهده، والصادق في وعده، الكريم الأواصر المنتخب من أكرم العناصر، المبعوث بأكرم الفضائل، المبعوث من أكرم القبائل، المفضل على الأواخر والأوائل؟
فرأيت كلامه هو الدر الثمين، والعذب الزلال المعين، جميعه غرر، وجواهر ودرر، حقه أن يكتب بإبر الذهب على الآماق، ويجعل جواهره / 3 / أ / قلائد تتحلى بها الأعناق!!! كلامه.
فحينئذ دعاني الخاطر لهذا التأليف الذي لا يرفع عني قلم التكليف، غرض اختلج في صدري وأمل اعتلج في سري أن أجمع كتابا يحتوي على نبذ من كلامه العذب المساغة، الجامع لأنواع البلاغة، فقد قال بعض الأدباء والفصحاء البلغاء: ما بعد كلام الله ورسوله أبلغ من كلامه، ولا أجمع لاقسام البلاغة في افتتاحه وختامه، تتناثر الدر من فيه، ويلتقط الجواهر من نثره ونظم قوافيه فاستخرت الله وأمطيت لجمع جواهره صهوة الحرم، وهززت بيعة العلم (1) وسررت أحلاف الذكر، واعتصرت بلالة الفكر، وجمعت ما تيسر لي من [لآلي] أصدافه، وجواهر أحداقه وجواهر أصدافه (2) وبدائع حكمه وجوامع كلمه، وماله من نجب الخطب التي لم يقدر خطيب ينسج على منوالها، ولا يأتي بالبلاغة على مثالها، تطرب المسامع وتجري المدامع، [و] تتنكس لها رؤس البلغاء والخطباء، ويتصاغر عند سماعها ألباب الألباء، لو سمعها قس أياد، لما نبس، أو أكثم بن صيفي لأمسك عنان البلاغة وحبس!!!
ثم أكر حسبه الشريف، وما حواه من المجد التليد والطريف، وكفالة رسول
صفحہ 13
ثم أذكر حسبه الشريف وما حواه من المجد التليد والطريف كفالة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم [له] حالة طفوليته ومصاهرته له وأخوته وعدم مفارقته له في أغلب أوقاته وحضوره لسائر غزواته وما له من المواقف المشهورة والمآثر المأثورة وما له من الخصائص النافية لجميع النقائص وما ورد في فضله من الآثار والأحاديث النبوية والاخبار وذكر مبايعته. بالخلافة وما من الله به من المخلفة وما حدث من الاختلاف وعدم الائتلاف بعد مبايعته، ومباينته بعد مبايعته؟ وما تجدد به بعد ذلك من الفتن وما أضمروا له من الحقد والإحن وما نقضوه من العهود بعد الابرام / 3 / ب / وما كان من محاربتهم له عليه السلام وما لقي من الأكرار والأنكاد ومحاربة الأعداء والأضداد.
ثم أذكر الحروب الناشئة في خلافته وما كان من الشاق في ولايته كوقعة الجمل وصفين وحرب الخارجين عليه من المارقين وما وقع بينه وبين معاوية من الاختلاف وعدم الائتلاف والشقاق وعدم الاتفاق والمعاتبات والمراسلات والمكاتبات وما سأل الله فيه من الانتقال والقدوم عليه وما اشتمل عليه رضي الله عنه من كرم السجايا وشرف الأخلاق والمزايا من العلم والحلم والعدل والفضل والفصاحة والبراعة والاقدام والشجاعة والزهد والعبادة والشرف والسيادة ومكارم الأخلاق وطيب العراق والزهد في الاعراض وعدم وقوفه مع الاعراض؟ وأن أذكر مدة حياته وسبب وفاته.
ثم أذكر العداوة الناشئة بين بني هاشم وبني أمية قبل الاسلام ومبعث نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وما كان من عداوتهم له بعد البعثة والرسالة وما سلكوه من سبل الشقاوة والضلالة ثم أذكر نبذا يشهد بصحة ذلك سالكا - إن شاء الله - أحسن المسالك.
ثم أذكر قصة ابن ملجم اللعين عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ثم أذكر وصيته لبنيه قبل وفاته وأفول شمس حياته وما حثهم عليه من لزوم التقوى والتمسك بسببها الأقوى والزهد في الدنيا الدنية والاعراض عنها والتقلل ما استطاعوا منها.
ثم أذكر نبذة يسيرة من أمر الحسن عليه السلام ومدة خلافته على التمام وتسليمه الامر إلى معاوية كشفا للغمة وحقنا لدماء الأمة وسبب وفاة الحسن وما لقي من الخطوب والمحن.
صفحہ 14
ثم أذكر ما كان من معاوية من لعن علي رضي الله عنه على المنابر وأمره بسبه في المحافل والمحاضر (1) وما / 4 / أ / دار بينه وبين الحسن من الكلام وما أوجعه به من الحسب؟ من الملام.
ثم أذكر من أنكر ذلك من الصحابة رضي الله عنهم وما سمعهم من النهي له عن السب منهم.
ثم أذكر قدوم الوافدات على معاوية بعد استقلاله بالامر وما خاطبوه من كلمات أحر من الجمر.
ثم أذكر على طريق الاختصار قتل سيدنا الحسين وتجريعهم له كؤوس الحين وما عامله آل أبي سفيان، لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القتل والأسر والهوان مما تقشقر منه الأبدان وما لا يستحله من تدين بدين من الأديان وما قال به يزيد بن معاوية عليه اللعنة عند وضع رأسه الشريف بين يديه حين قدم به عليه وهذا قوله:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل وقال أيضا:
نعب الغراب فقلت: قل أو لا تقل * فقد اقتضيت من الرسول ديوني فقال له رجل من الصحابة: ارتددت عن الاسلام يا أمير المؤمنين!!!: بل نستغفر الله!!!
وقرع ثغره الشريف بالقضيب وهو الحبيب وابن الحبيب [و] سبط الحبيب وكل هذا مما يدل على صريح الكفر [أو الكفر] الصريح والذهب القبيح.
والقيامة تجمعهم وإلى الله مرجعهم ففض الله فاه، بما نطق وفاه.
وكل ذلك ذكرته على سبيل الاختصار وأضربت عن الاكثار فاقتصرت غاية الاختصار ولو مدت طنب الاطناب لطالت الشرح واتسع الجرج.
صفحہ 15
وكل ما أوردته فيه في هذا التأليف من الأحاديث الشريفة والآثار وأوردته من الاخبار والاشعار أذكر من [طريق] قاله ورواه من الثقاة المخبرين والرواة.
وأنا أسأل من فضل من وقف عليه أن ينظر بعين الاغضاء والستر إليه ويصلح ما وقف عليه من الخطاء والزلل والسهو الواقع فيه والخلل من الشكل وضبط أو إسقاط شئ من حروف الخط وقد ألفته والجسم عليل والخاطر كليل والقلب لشدة / 4 / ب / الحزن والهم محصور وفي قيد الأفكار والغم مأسور وآثار الصحة بالأسقام مكسور فعذري في الخطاء واضح وإن كان عيبه فاضح.
وقد آن أن يناط من هذا الكتاب التمائم وينشق من أزهاره الكمائم وأن يحبس لسان الإطالة عن القول ونستعين بذي القوة والحول.
وقد بوبته ثمانين بابا وقدرت لكل باب حسابا وسميته جواهر المطالب في مناقب الامام الجليل علي بن أبي طالب وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي فهو بالإجابة جدير وعلى كل شئ قدير.
صفحہ 16
ذكر التراجم لهذه الأبواب وأعدادها:
الباب الأول في ذكر نسبه الشريف وهو نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب الثاني في أسمائه.
الباب الثالث في صفته وتاريخ مولده.
الباب الرابع في أنه أول من أسلم [له] حال طفوليته.
الباب السادس في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم له.
الباب السابع في ذكر هجرته [وفيه: أنه أول من يجثو للخصومة يوم القيامة].
الباب الثامن في أنه أول من يقرع باب الجنة [وفي ذكر حديث الطير وأنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم].
الباب التاسع في اختصاصات خصت [به] وأنه منه بمنزله هارون من موسى [وأنه من النبي كمنزلة النبي من الله وأنه أقرب الناس إليه وأن له من الاجر ما للنبي وأنه مثله وأنهما كانا نورا واحدا قبل أن يخلق الخلق وأن كفهما سواء وأن الملائكة تصلى عليهما واختصاصهما بقبض أرواحهما بمشيئة الله دون ملك الموت وأن من آذاه فقد آذى النبي وأنه سيد في الدنيا والآخرة وأن من سبه فقد سب النبي ومن فارقه فقد فارق النبي صلى الله عليه وسلم].
الباب العاشر في اختصاصه ب [أخوة] النبي صلى الله عليه الباب الحادي عشر في أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلبه.
الباب الثاني عشر [في] أنه مولى من النبي صلى الله عليه وسلم مولاه [وذكر جملة من خصائصه صلوات الله عليه]. (1)
صفحہ 17
الباب الثالث عشر [في] أنه ولي كل مؤمن بعده. وأنه منه.
الباب الرابع عشر في [وجوب] حقه على كل مسلم واختصاصه بأن جبرئيل عليه السلام منه واختصاصه بتسليم الملائكة عليه وتأييد الله له.
الباب الخامس عشر في اختصاصه بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الباب السادس عشر [في] إقامة النبي صلى الله عليه وسلم إياه مقام نفسه الشريفة وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه.
الباب السابع عشر [في] اختصاصه بمغفرة الله [له] يوم عرفة. وأنه لا يجوز أحد على الصراط إلا من كتب له علي الجواز.
الباب الثامن عشر [في] أنه عليه السلام سيد العرب [وحث النبي الأنصار على حبه].
الباب التاسع عشر [في] اختصاصه بالوصاية والإرث.
الباب عشرون في اختصاصه برد الشمس عليه.
الباب الحادي والعشرون في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها.
الباب الثاني العشرون [في] أنه هو وزوجته وأولاده أهل البيت [دون غيرهم].
الباب الثالث والعشرون [في] أنه [أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم] حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم.
الباب الرابع والعشرون في اختصاصه بإدخال النبي [إياه] معه في ثوبه يوم مات.
الباب الخامس والعشرون في إعطائه الراية يوم خيبر.
الباب السادس والعشرون في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة [ولبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصف ووقوفه بين إبراهيم والنبي في ظل العرش وإنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم].
صفحہ 18
الباب السابع والعشرون في سد [النبي صلى الله عليه وآله وسلم] الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه الباب الثامن والعشرون في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر وأنه إذا سار في سرية سار جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، واختصاصه بحمل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر والمشاهد كلها.
الباب التاسع العشرون في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن (1).
الباب الثلاثون [في] مدينة العلم، وأكثر الأمة علما.
الباب الحادي والثلاثون في إحالة جميع الصحابة عما يسألون [عنه] عليه.
الباب الثاني والثلاثون [في] أنه أقضى الأمة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم [حين أرسله إلى اليمن].
الباب الثالث والثلاثون فيما خص به من الاختصاصات التي لم يختص بها أحد سواه ووقايته للنبي صلى الله / 5 / ب / عليه وسلم بنفسه ولبسه لثوبه ونومه مكانه.
الباب الرابع والثلاثون فيما نزل فيه من الآي [الذكر الحكيم والقرآن الكريم].
الباب الخامس والثلاثون في أفضليته.
الباب السادس والثلاثون في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم [له] بالجنة.
الباب السابع والثلاثون [في] أنه ذائد المنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من النبي صلى الله عليه وسلم
صفحہ 19
الباب الثامن والثلاثون في منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته عليه ورعايته له ودعائه له (1).
الباب التاسع والثلاثون في الحث على محبته والزجر عن بغضه وتعميم النبي صلى الله عليه وسلم له بيده.
الباب الأربعون في شوق أهل السماء والأنبياء الذين هم في السماء [إليه] وذكر مباهاة الله به حملة عرشه وما أخبر به المصطفى [من] أنه مغفور له وعلمه وفقهه.
الباب الحادي والأربعون في ذكر كراماته وشجاعته وشدته في دين الله ورسوخ قدمه في الايمان وتعبده وأذكاره وأدعيته عليه السلام.
الباب الثاني والأربعون في كرمه وزهده وما كان فيه من ضيق عيشه.
الباب الثالث والأربعون في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما جمع الله فيه من المحاسن والصفات الجميلة في [أيام] الجاهلية والاسلام إسلام همدان على يده.
الباب الخامس والأربعون في بيعته ومن تخلف عنها.
الباب السابع والأربعون في ذكر حاجبه ونقش خاتمه وابتداء شخوصه من المدينة وما / 6 / أ / رواه أبو بكر وعمر " رض " وقالا في حقه صرحا به من فضله وخصائصه.
الباب الثامن والأربعون في ذكر شئ من مواعظه.
صفحہ 20
الباب الخمسون في كتبه إلى معاوية وإلى عماله وأجوبة معاوية له وفيما أوصى به من وصاياه النافعة، وكلماته الجامعة.
الباب الحادي والخمسون في ذكر خلافته وصورة ما وقع فيها.
الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته بعد ما بايعاه وما اتفق بينهم.
الباب الثالث والخمسون في وقعة الجمل وما كان فيها وما آلت إليه.
الباب الرابع والخمسون في أيام صفين وما اتفق فيها من الوقائع والمحن وما آلت الامر إليه مفصلا وذكر مقتل سيدنا عمار رضي الله عنه [وخبر عمرو بن العاص].
الباب الخامس والخمسون فيما كان من أمر الحكمين، وما كان منهما بعد ذلك.
الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم وما أنكروه من التحكيم وما اتفق لأهل النهروان.
الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس مغاضبا لعلي رضي الله عنهم.
الباب الثامن والخمسون في مقتل الامام الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وذكر قاتله ابن ملجم [عليه] لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام.
الباب الستون في غسله وكفنه والصلاة عليه والاختلاف في مكان قبره ودفنه وإخفائه.
الباب الحادي والستون في ذكر أزواجه وأسمائهم وما ولدن له.
الباب الثاني والستون في ذكر عماله عليه السلام.
الباب الثالث والستون في عدله وفي أحكامه وقوته وشدته وإنصافه.
الباب الرابع والستون في / 6 / ب / جوده وكرمه.
الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره.
صفحہ 21
الباب السادس والستون فيما ورد عنه من الكلمات المنثورة والحكم المأثورة والوصايا الجامعة والمواعظ النافعة.
الباب السابع والستون في تبريه من دم سيدنا عثمان وبطلان ما نسب إليه مما اختلقه عليه بنو أمية.
الباب الثامن والستون في خلافة الحسن عليه السلام.
الباب التاسع والستون في تاريخ مولد الحسن ووفاته وشبهه بجده عليه السلام.
الباب السبعون فيما وقع بين الحسن ومعاوية حين نال من علي عليه السلام وما أسمعه الحسن من الكلام.
[الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن وبين معاوية وأصحابه وما أفحمهم به من الجواب].
الباب الثاني والسبعون فيما اعتمده معاوية وسنه من لعن علي [عليه السلام] على المنابر.
الباب الثالث والسبعون فيما وقع بين الحسن وأصحاب معاوية وإفحامهم بجوابه لهم عليه السلام.
الباب الرابع والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وابن ابنته وما اعتمده آل أبي سفيان في أمره عاملهم الله بما يستحقونه.
الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب والأسباب الموجبة لذلك وانحراف الناس عنه وميلهم لغيره.
الباب السابع والسبعون في وصية أبي طالب عند وفاته بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الباب الثامن والسبعون فيما كان من قريش بعد وفاة أبي طالب.
صفحہ 22
الباب التاسع والسبعون فيما دار بين عمر بن الخطاب وبين ابن عباس من الخطاب رضي الله عنهم؟!
الباب الثمانون - وهو خاتمة هذا الكتاب - في أدعية شريفة جعلتها له خاتمة، ولأنواع الأدراء حاسمة.
صفحہ 23
الباب الأول في ذكر نسبه الشريف:
أما نسبه [الشريف] فهو نسب رسول الله / 7 / أ / صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله [صلى الله عليه هو] محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعلي [هو] ابن أبي طالب [بن عبد المطلب] (1).
[وعبد المطلب] اسمه شيبة، وإنما سمي شيبة لأنه ولد وفي رأسه شيبة، وسمي بعبد المطلب لان أخاه هاشما تزوج بامرأة من المدية فأتت به، فلما ترعرع، حمله من المدينة إلى مكة بعد وفات أبيه، فلما دخل به إلى مكة، دخل وهو مردفه خلفه على بعيره فظنوه عبدا [له] اشتراه وأردفه خلفه، فقالوا: [هو] عبد المطلب. فقال لهم: ويحكم إنما ابن أخي هاشما. فصار ذلك علما عليه.
قال الامام الحافظ أبو القاسم السهيلي رحمة الله [في كتاب الروض الأنف]:
ولد [عبد المطلب] وفي رأسه شيبة، وعاش مائة وأربعين سنة، وكانت له السقاية والحجابة والسدانة.
صفحہ 25
[وهو] ابن هاشم وهو أعظم قريش على الاطلاق، في الحسب والنسب ومكارم الأخلاق ، وهو الذي هشم لقومه الثريد وهم مسنتون (1) واسمه عمرو ابن عبد مناف [واسم عبد مناف] المغيرة، والهاء فيه للمبالغة، وكان يلقب بقمر البطحاء. ذكره الطبري رحمه الله [وهو] ابن كلاب بن كعب، وهو الذي جمع العروبة - ولم يسم بالجمعة إلا منذ جاء الله بالاسلام - وكان يخطب قريشا في هذا اليوم، ويذكرهم بالله سبحانه، ويعلمهم بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه من ولده ويأمرهم باتباعه والايمان به.
[وهو] ابن لؤي، قال ابن الأنباري رحمه الله: هو تصغير اللأي وهو النور.
[وهو] ابن فهر، والفهر: الحجر الطويل، فقيل: اسمه قريش.
[] ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس، ويذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية رسول الله صلى الله وسلم بالحج، وهو أول من أهدى البدن للبيت.
[وهو] ابن مضر، قال القتيبي: [مضر] مأخوذ من المضيرة، وهو شئ يصنع من اللبن، سمي بذلك لبياضه.
ومضر أول من حد الإبل، وكان من أحسن الناس صوتا، وفي الحديث: " لا تسبوا ربيعة ومضر فإنهما كانا مؤمنين " (2).
[وهو] ابن نزار - مأخوذ من النزر، وهو القليل - وكان أبوه حين ولد، نظر إلى النور بين عينيه، وهو نور النبي صلى الله عليه وسلم، ففرح به فرحا شديدا وأنحر وأطعم وقال / 7 / ب /: هذا نزر لحق المولود.
[وهو] ابن مهد، والذي صح أنه عليه السلام انتسب إلى عدنان، ولم يتجاوزه.
وفي رواية ابن عباس: [أنه] لم يبلغ عدنان، وقال: كذب النسابون فيما بعد عدنان.
وهذا النسب هو نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم، إنما سقته على
صفحہ 26
هذا الحكم؟ لشرفه والتبرك به.
وليعلم أن كل واحد من أجداده عليه السلام مجمع على شرفه وسيادته وعلو مقامه لا يخالف أحد من العرب في ذلك، ولا ينازع في ذلك منازع من سائر القبائل توارثوا الشرف كابرا عن كابر لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان في شعب إلا وكان خير الشاب؟ ولا في قبيلة إلا وهي أشرف القبائل شهدت بذلك الاخبار والآثار.
وأما أمه فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن [عبد] مناف وهي أحد [ى ] الفواطم التي قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب حين أعطاه تلك الأثواب من الخز: قسمها بين الفواطم (1).
فقد حاز [علي] رضي الله عنه الشرف والفخار بطرفيه فأصبح فيه نسيج وحده وآتاه الله من الشرف والفضل والكرم ملكا؟ لا ينبغي لاحد من بعده وما ذكرت ذلك إلا لأنه على شرف عناصره وكرم أواصره وطيب جبلته وأنه غصن من تلك الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وأنا أسأل الله أن ينفعني بهذا الكتاب ويجعله ذخيرة لي عنده إلى يوم الحساب.
صفحہ 27
الباب الثاني في ذكر أسمائه الشريفة (1) لم يزل اسمه في الجاهلية والاسلام عليا [و] كان يكنى أبا حسن وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقا [ف] عن ابن أبي ليلى [عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال:] الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين) [20 / 36 / وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) وعلي بن أبي طالب (2).
صفحہ 29
[وأيضا كان عليه السلام يكنى] أبا الريحانتين، [ف] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: سلام عليك أبا الريحانتين / 8 / أ / فعن قليل ينهد ركناك!؟ والله خليفتي عليك.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي: هذا أحد الركنين الذين [ظ] قال صلى الله عليه وسلم فلما ماتت فاطمة رضي الله عنها قال: هذا الركن الركن الثاني الذي قال عنه عليه السلام.
خرجه أحمد رضي الله عنه [مناقب علي من كتاب] المناقب (1).
وكناه صلى الله عليه وسلم أبا تراب [ف] عن سهل بن سعد أن رجلا جاءه فقال: هذا فلان - أمير من أمراء المدينة - يدعوك لتسب عليا على النبر!!! فضحك [و] قال: أقول ما ذا؟ قال: تقول: أبا تراب فضحك سهل وقال: والله ما سماه إلا رسول الله صلى عليه وسلم والله ما كان لعلي اسم أحب إليه منه، دخل علي [على] فاطمة رضي الله عنها ثم خرج ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة فقال: أين ابن عمك؟ قالت: هو ذا مضطجع في المسجد. فخرج فوجده في المسجد، ووجد رداءه قد سقط عن ظهره فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس أبا تراب. والله ما كان اسم أحب إليه [منه].
أخرجه [البخاري و] أبو حاتم - واللفظ له - (2) وقال البخاري بعد قوله:
" فوجد رداءه قد سقط عن ظهره: ": وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: اجلس [أبا تراب].
صفحہ 30
وعنه قال: استعمل [على المدينة] رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بهن سعد فأمره أن يشتم عليا فأبى، فقال [له]: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه منه لقد كان يفرح إذا دعي [به] قال:
فأخبرنا بقصته [لم] سمي بأبي تراب؟ قال: [لها]: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج ولم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان: أنظر أين هو؟ فقال: يا رسول الله هو في المسجد نائم وقد سقط رداؤه عن شقه. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح التراب عنه ويقول: قم أبا تراب. أخرجاه (1).
وعن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزاة ذي العشيرة (2) فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم / 8 / ب / وقام بها، رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل فقال علي: يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فنظر كيف يعملون؟ [فنمنا] فوالله ما أنبهنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من ذلك التراب فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:
أبا تراب لما رأى عليه من التراب ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال [أحيمر] ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك [يا علي] على هذا - يعني قرنه - حتى تبل منه هذه يعني لحيته.
صفحہ 31
خره أحمد [في الحديث: " 295 " من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 218 / ط قم وفي كتاب المسند: ج 4 ص 263 ط] (1).
و [أيضا] كان [عليه السلام] يكنى أبا قضم (2).
[وكان عليه السلام يكنى] ب " يعسوب المؤمنين " وب " الصديق الأكبر ". خرجه أحمد (3).
[وعن] المعاذة العدوية قالت: سمعت عليا على المنبر - منبر البصرة - يقول: أنا الصديق الأكبر.
أخرجه ابن قتيبة [في عنوان: إسلام أبي بكر من كتاب المعارف (4) ص 119].
صفحہ 32