جواہر الحسان فی تفسیر القرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
اصناف
* ت *: والذي في القرآن:
يعكفون على أصنام لهم
[الأعراف:138] قيل: كانت على صور البقر،
فقالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة
[الأعراف:138] فوعاها السامري، وعلم أن من تلك الجهة يفتنون، ففتنت بنو إسرائيل بالعجل، وظلت منهم طائفة يعبدونه، فاعتزلهم هارون بمن تبعه، فجاء موسى من ميعاده، فغضب حسبما يأتي قصصه في مواضعه، إن شاء الله تعالى، ثم أوحى الله إليه؛ أنه لن يتوب على بني إسرائيل؛ حتى يقتلوا أنفسهم، ففعلت بنو إسرائيل ذلك، فروي أنهم لبسوا السلاح من عبد منهم، ومن لم يعبد، وألقى الله عليهم الظلام، فقتل بعضهم بعضا، يقتل الأب ابنه، والأخ أخاه، فلما استحر فيهم القتل، وبلغ سبعين ألفا، عفا الله عنهم، وجعل من مات شهيدا، وتاب على البقية؛ فذلك قوله سبحانه: { ثم عفونا عنكم } وقال بعض المفسرين: وقف الذين عبدوا العجل صفا، ودخل الذين لم يعبدوه عليهم بالسلاح، فقتلوهم، وقالت طائفة: جلس الذين عبدوا بالأفنية، وخرج يوشع بن نون ينادي: ملعون من حل حبوته، وجعل الذين لم يعبدوه يقتلونهم، وموسى صلى الله عليه وسلم في خلال ذلك يدعو لقومه، ويرغب في العفو عنهم، وإنما عوقب الذين لم يعبدوا بقتل أنفسهم على أحد الأقوال؛ لأنهم لم يغيروا المنكر حين عبد العجل.
{ وأنتم ظلمون } ابتداء وخبر في موضع الحال، والعفو تغطية الأثر، وإذهاب الحال الأول من الذنب أو غيره.
* ت *: ومنه الحديث:
" فجعلت أم إسماعيل تعفي أثرها ".
قال: * ع *: ولا يستعمل العفو بمعنى الصفح إلا في الذنب، والكتاب هنا هو التوراة بإجماع، واختلف في الفرقان هنا، فقال الزجاج وغيره: هو التوراة أيضا؛ كرر المعنى؛ لاختلاف اللفظ، وقال آخرون: الكتاب التوراة، والفرقان سائر الآيات التي أوتي موسى عليه السلام؛ لأنها فرقت بين الحق والباطل، واختلف هل بقي العجل من ذهب؟ فقال ذلك الجمهور، وقال الحسن بن أبي الحسن: صار لحما ودما، والأول أصح.
* ت *: وقوله تعالى: { فتوبوا إلى بارئكم } عن أبي العالية: إلى خالقكم؛ من برأ الله الخلق، أي: خلقهم، فالبريئة: فعيلة بمعنى مفعولة. انتهى من «مختصر أبي عبد الله اللخمي النحوي للطبري».
نامعلوم صفحہ