جواہر الحسان فی تفسیر القرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
اصناف
، وروى أبو هريرة نحوه، ولم يذكر النار اه.
وقوله تعالى: { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } الآية: بياض الوجوه: عبارة عن إشراقها واستنارتها وبشرها برحمة الله؛ قاله الزجاج وغيره.
وقوله تعالى: { أكفرتم }: تقرير وتوبيخ متعلق بمحذوف، تقديره: فيقال لهم: أكفرتم، وفي هذا المحذوف جواب «أما»، وهذا هو فحوى الخطاب، وهو أن يكون في الكلام شيء مقدر لا يستغني المعنى عنه؛ كقوله تعالى:
فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة
[البقرة:184] المعنى: فأفطر، فعدة.
وقوله تعالى: { بعد إيمنكم } يقتضي أن لهؤلاء المذكورين إيمانا متقدما، واختلف أهل التأويل في تعيينهم، فقال أبي بن كعب: هم جميع الكفار، وإيمانهم هو إقرارهم يوم قيل لهم:
ألست بربكم قالوا بلى
[الأعراف:172] وقال أكثر المتأولين: المراد أهل القبلة من هذه الأمة، ثم اختلفوا، فقال الحسن: الآية في المنافقين، وقال قتادة: هي في أهل الردة، وقال أبو أمامة: هي في الخوارج.
وقوله تعالى: { تلك آيت الله نتلوها عليك بالحق } الإشارة ب «تلك» إلى هذه الآيات المتضمنة تعذيب الكفار، وتنعيم المؤمنين، ولما كان في هذا ذكر التعذيب، أخبر سبحانه؛ أنه لا يريد أن يقع منه ظلم لأحد من العباد، وإذا لم يرد ذلك، فلا يوجد ألبتة؛ لأنه لا يقع من شيء إلا ما يريده سبحانه، وقوله: { بالحق }: معناه بالإخبار الحق، ويحتمل أن يكون المعنى: نتلوها عليك مضمنة الأفعال التي هي حق في نفسها من كرامة قوم، وتعذيب آخرين، ولما كان للذهن أن يقف هنا في الوجه الذي به خص الله قوما بعمل يرحمهم من أجله، وآخرين بعمل يعذبهم عليه، ذكر سبحانه الحجة القاطعة في ملكه جميع المخلوقات، وأن الحق ألا يعترض عليه؛ وذلك في قوله: { ولله ما في السموات وما في الأرض... } الآية.
[3.110-112]
نامعلوم صفحہ