241

جواہر الحسان فی تفسیر القرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

اصناف

" يا معشر يهود أسلموا من قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا "

، فقالوا: يا محمد، لا تغرنك نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا، لعرفت أنا نحن الناس، فأنزل الله فيهم هذه الآية» والحشر: الجمع والإحضار.

وقوله تعالى: { وبئس المهاد }: يعني: جهنم؛ هذا ظاهر الآية، وقال مجاهد: المعنى: بئس ما مهدوا لأنفسهم.

قال * ع *: فكان المعنى: وبئس فعلهم الذي أداهم إلى جهنم.

وقوله تعالى: { قد كان لكم آية في فئتين... } الآية تحتمل أن يخاطب بها المؤمنون؛ تثبيتا لنفوسهم، وتشجيعا لها، وأن يخاطب بها جميع الكفار، وأن يخاطب بها يهود المدينة، وبكل احتمال منها قد قال قوم، وقرىء شاذا: «ترونهم»؛ بضم التاء؛ فكأن معناها أن اعتقاد التضعيف في جمع الكفار؛ إنما كان تخمينا وظنا لا يقينا، وذلك أن «أرى»؛ بضم الهمزة: تقولها فيما بقي عندك فيه نظر، وأرى؛ بفتح الهمزة: تقولها في ما قد صح نظرك فيه، ونحا هذا المنحى أبو الفتح، وهو صحيح، والمراد بالفئتين: جماعة المؤمنين، وجماعة الكفار ببدر.

قال * ع *: ولا خلاف أن الإشارة بهاتين الفئتين هي إلى يوم بدر؛ و { يؤيد }: معناه يقوي؛ من «الأيد»، وهو القوة.

[3.14-17]

وقوله تعالى: { زين للناس حب الشهوت... } الآية هذه الآية ابتداء وعظ لجميع الناس، وفي ضمن ذلك توبيخ، والشهوات ذميمة، واتباعها مرد، وطاعتها مهلكة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:

" حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره "

، فحسبك أن النار حفت بها، فمن واقعها، خلص إلى النار، قلت: وقد جاءت أحاديث كثيرة في التزهيد في الدنيا، ذكرنا من صحيحها وحسنها في هذا المختصر جملة صالحة لا توجد في غيره من التفاسير، فعليك بتحصيله، فتطلع فيه على جواهر نفيسة، لا توجد مجموعة في غيره؛ كما هي بحمد الله حاصلة فيه، وكيف لا يكون هذا المختصر فائقا في الحسن، وأحاديثه بحمد الله مختارة، أكثرها من أصول الإسلام الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، فهذه أصول الإسلام، ثم من غيرها؛ كصحيح ابن حبان، وصحيح الحاكم، أعني: «المستدرك على الصحيحين»، وأبي عوانة، وابن خزيمة، والدارمي، والموطإ، وغيرها من المسانيد المشهورة بين أئمة الحديث؛ حسبما هو معلوم في علم الحديث، وقصدي من هذا نصح من اطلع على هذا الكتاب أن يعلم قدر ما أنعم الله به عليه، فإن التحدث بالنعم شكر، ولنرجع إلى ما قصدناه من نقل الأحاديث:

نامعلوم صفحہ