جواہر الحسان فی تفسیر القرآن
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
اصناف
{ والأنهار }: المياه في مجاريها المتطاولة الواسعة؛ مأخوذة من أنهرت، أي: وسعت؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه، فكلوه "
ومعناه: ما وسع الذبح؛ حتى جرى الدم كالنهر، ونسب الجري إلى النهر، وإنما يجري الماء تجوزا؛ كما قال سبحانه:
واسأل القرية
[يوسف:82] وروي أن أنهار الجنة ليست في أخاديد؛ إنما تجري على سطح أرض الجنة منضبطة.
وقولهم: { هذا الذي رزقنا من قبل }: إشارة إلى الجنس، أي: هذا من الجنس الذي رزقنا منه من قبل، والكلام يحتمل أن يكون تعجبا منهم، وهو قول ابن عباس، ويحتمل أن يكون خبرا من بعضهم لبعض؛ قاله جماعة من المفسرين، وقال الحسن، ومجاهد: يرزقون الثمرة، ثم يرزقون بعدها مثل صورتها، والطعم مختلف، فهم يتعجبون لذلك، ويخبر بعضهم بعضا، وقال ابن عباس: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء، وأما الذوات فمتباينة، وقال بعض المتأولين: المعنى أنهم يرون الثمر، فيميزون أجناسه حين أشبه منظره ما كان في الدنيا، فيقولون: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا، وقال قوم: إن ثمر الجنة إذا قطف منه شيء، خرج في الحين في موضعه مثله، فهذا إشارة إلى الخارج في موضع المجني.
وقوله تعالى: { متشبها } قال ابن عباس وغيره: معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر، ويختلف في الطعم، و { أزوج }: جمع زوج، ويقال في المرأة: زوجة، والأول أشهر، و { مطهرة }: أبلغ من طاهرة، أي: مطهرة من الحيض، والبزاق، وسائر أقذار الآدميات، والخلود: الدوام، وخرج ابن ماجة عن أسامة بن زيد؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ذات يوم لأصحابه:
" «ألا مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها؛ هي، ورب الكعبة، نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة؛ وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبد في حبرة ونضرة، في دار عالية سليمة بهية»، قالوا: نحن المشمرون لها، يا رسول الله، قال: «قولوا: إن شاء الله»، ثم ذكر الجهاد وحض عليه "
انتهى من «التذكرة».
وقوله: لا خطر لها؛ بفتح الطاء: قيل: معناه: لا عوض لها.
نامعلوم صفحہ