جواہر الحسان فی تفسیر القرآن

Abu Zayd al-Tha'alibi d. 873 AH
127

جواہر الحسان فی تفسیر القرآن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

اصناف

فإمساك بمعروف

[البقرة:229] وأما المندوب إليه، فيأتي منصوبا؛ كقوله تعالى:

فضرب الرقاب

[محمد:4]، وهذه الآية حض من الله تعالى على حسن الاقتضاء من الطالب، وحسن القضاء من المؤدي.

وقوله سبحانه: { ذلك تخفيف } إشارة إلى ما شرعه لهذه الأمة، من أخذ الدية، وكانت بنو إسرائيل لا دية عندهم، إنما هو القصاص فقط، والاعتداء المتوعد عليه في هذه الآية، هو أن يأخذ الرجل دية وليه، ثم يقتل القاتل بعد سقوط الدم.

واختلف في العذاب الأليم الذي يلحقه، فقال فريق من العلماء، منهم مالك: هو كمن قتل ابتداء، إن شاء الولي قتله، وإن شاء، عفا عنه، وعذابه في الآخرة، وقال قتادة وغيره: يقتل البتة، ولا عفو فيه، وروي في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: { ولكم في القصاص حيوة }: المعنى: أن القصاص إذا أقيم، وتحقق الحكم به، ازدجر من يريد قتل أحد مخافة أن يقتص منه، فحييا بذلك معا، وأيضا: فكانت العرب إذا قتل الرجل الآخر، حمي قبيلاهما، وتقاتلوا، وكان ذلك داعيا إلى موت العدد الكثير، فلما شرع الله سبحانه القصاص، قنع الكل به، ووقف عنده، وتركوا الاقتتال، فلهم في ذلك حياة، وخص أولو الألباب بالذكر، تنبيها عليهم؛ لأنهم العارفون القابلون للأوامر والنواهي، وغيرهم تبع لهم.

و { تتقون } معناه: القتل، فتسلمون من القصاص، ثم يكون ذلك داعية لأنواع التقوى في غير ذلك، فإن الله سبحانه يثيب على الطاعة بالطاعة.

[2.180-182]

وقوله تعالى: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت... } الآية: { كتب }: معناه: فرض وأثبت، وفي قوله تعالى: { إذا حضر } مجاز؛ لأن المعنى: إذا تخوف وحضرت علاماته.

نامعلوم صفحہ