جواهر البلاغة
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
ناشر
المكتبة العصرية
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
المبحث الأول في ذكر المسند أو حذفه
يُذكر المُسند للأغراض التي سبقت في ذكر المسند اليه- وذلك
(١) ككون ذكره هو الأصل ولا مُقتضى للعُدول عنه
نحو العلم خيرٌ من المال
(٢) وكضعف التّعويل على دلالة القرينة - نحو حالي مستقيم ورزقي ميسور «إذ لو حُذف ميسور - لا يدلُّ عليه المذكور»
(٣) وكضعف تنبه السّامع، نحو (أصلُها ثابتٌ وفرعُها ثابتٌ) (إذ لو حُذف (ثابت) رُبما لا يتنبَّه السامع لضعف فهمه)
(٤) وكالرَّد على المخاطب - نحو (قل يُحييها الذي أنشأها أوّل مرَّة) جوابًا لقوله تعالى (من يُحيي العظام وهي رميمٌ)؟؟
وكافادة أنه «فعلٌ» فيفيد التجدد والحدوث، ومقيَّدًا بأحد الأزمنة الثلاثة بطريق الاختصار أو كإفادة أنه «اسم» فيفيد الثبوتَ مطلقًا، نحو (يُخادعون الله وهو خادعهم)، فإن (يخادعون) تفيد التجدد مرَّة بعد أخرى، مقيدًا بالزمان من غير افتقار إلى قرينة تدل عليه - كذكر (الآن - أو الغد) .
وقوله (وهو خادعهم) - تفيد الثّبوت مطلقًا من غير نظر إلى زمان ويُحذف المسند: لأغراض كثيرة.
(١) منها - إذا دلت عليه «قرينة» وتعلّق بتركه غرض ممّا مرَ في حذف المسند اليه.
والقرينة «أ» إمّا مذكورة - كقوله تعالى (ولئن سألتهم من خَلَق السَّموات وَالأرض ليقُولُنَّ الله) أي: خلقهنَّ الله.
«ب» وإمَّا مقدّرة - كقوله تعالى (يُسِّبحُ لهُ فيها بالغدوّ والآصالِ رجالٌ) أي: يسبحهُ رجالٌ - كأنَّه قيل: من يُسبِّحُه؟
(٢) ومنها الاحتراز عن العبث - نحو (إن الله برىءٌ من المشركين ورسولُه - أي: ورسوله برىءٌ منهم أيضًا.
1 / 133