106

جواب اہل السنہ

جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية (مطبوع ضمن الرسائل والمسائل النجدية، الجزء الرابع، القسم الأول)

ناشر

دار العاصمة،الرياض

ایڈیشن نمبر

الأولى بمصر،١٣٤٩هـ،النشرة الثالثة

اشاعت کا سال

١٤١٢هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ ١. وهذا لا حجة لهم فيه؛ لأن الرواة، وحملة الأخبار، وجميع التواريخ القديمة، وكواف بني إسرائيل ينقلون بلا خلاف نقلا يوجب العلم: أن داود –﵇ كان له بنون ذكور جماعة غير سليمان؛ فصح أن سليمان ورث النبوة، وهكذا القول في ميراث يحيى بن زكريا ﵉ وبرهان ذلك من نص الآية نفسها قول زكريا ﵇: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ ٢. فأي شيء كان يرث من آل يعقوب؟ لكل سبط من أسباط يعقوب عصبات عظيمات، وهم مئو ألوف، فصح أنه إنما رغب في ولد يرث عنه، وعن آل يعقوب النبوة فقط. وأيضا فمن المحال أن يرغب زكريا في ولد يحجب عصبته عن ميراث إذ إنما يرغب في هذا ذو الحرص على الدنيا وحطامها. وقد كان العباس حيا قائما إذ مات رسول الله ﷺ فما ادعى العباس لنفسه في ذلك حقا، لا حينئذ، ولا بعد ذلك. فصح أنه رأي محدث فاسد لا وجه للاشتغال به، وما رضيه أحد قط من خلف ولده، ولا من أماثلهم ترفعا عن سقوط هذه الدعوى ووهنها، وبالله التوفيق. مذهب الروافض والزيدية في الإمامة وأما القائلون بأن الإمامة لا تكون إلا في ولد علي بن أبي طالب ﵁ فإنهم انقسموا قسمين: فقالت طائفة: إن رسول الله ﷺ نص على علي ﵁ بأنه الخليفة بعده. وإن الصحابة ﵃ بعد موته اتفقوا على ظلم علي ﵁ وعلى كتمان ذلك النص. وهؤلاء هم الروافض. وطائفة قالت: لم ينص النبي ﷺ على علي، لكنه كان أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ وأحقهم بالخلافة، وهؤلاء هم الزيدية "نسبوا إلى زيد بن علي بن الحسين ﵃"، ثم اختلفت الزيدية فرقا، فقالت طائفة أن الصحابة ظلموه، فكفروا كل من خالفه من الصحابة ﵃ وهم الجارودية. وقالت طائفة: لم يظلموه، لكن طابت نفسه بتسليم حقه إلى أبي بكر وعمر ﵄ وأنهما إماما هدى، ووقف بعضهم في عثمان –﵁ وتولاه بعضهم. وجميع الزيدية لا يختلفون في أن الإمامة في جميع بني

١ سورة مريم آية:٥، ٦. ٢ سورة مريم آية: ٦.

1 / 172