قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فإنك قد نسيت مرجحا يرتفع بالأخبار إلى الصدق الذي لا شك فيه.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وما ذاك؟
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: هو بطش الحاكم المستبد فيما مضى، وظروف الحرب في هذه الأيام. وما أذكرني ذلك إلا قول أبي العلاء:
جلوا صارما وتلوا باطلا
وقالوا صدقنا فقلنا نعم
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: فإن صارم الحاكم المستبد وحكم الحرب لا يصدقان خبرا كاذبا، ولا يكذبان خبرا صادقا؛ لأنهما يستطيعان أن يراقبا القلب واللسان، ولا يجدان سبيلا إلى مراقبة النفوس والقلوب.
صلة
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: يروى عن عثمان - رحمه الله - أنه قال: «كان عمر يمنع أقرباءه ابتغاء وجه الله، وأنا أعطي قراباتي لوجه الله، ولن يرى مثل عمر.» فأي المذهبين أحرى أن يتبع؟!
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: لقد أنبأك بذلك عثمان نفسه حين قال: «ولن يرى مثل عمر.» والأمر أظهر من أن يحتاج إلى تأويل؛ فمن الخير أن يعطي الرجل أقرباءه وأصدقاءه ومن لا يمت له بصلة ابتغاء وجه الله، على أن يكون العطاء من ماله الخاص لا من مال الدولة؛ لأن لمال الدولة مواضع ينبغي أن ينفق فيها، وليس من هذه المواضع إعطاء الأقرباء والأصدقاء.
ضعة
نامعلوم صفحہ