قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هذا بيت قاله الفرار السلمي، وكان رجلا يغري بالحرب، حتى إذا شب نارها وأذكى أوارها، لاذ بالفرار وتغنى براعته في الأمرين جميعا. وانظر حولك فسترى أن الذين يمكن أن تسميهم بالفرار السلمي كثيرون، ولكنهم يفرون ويفرون ولا يتغنون، تبلدت قلوبهم فلا تحس، وانعقدت ألسنتهم فلا تنطق، وأشربت نفوسهم حب الكيد الصامت، فهي تكيد ولكنها لا تقول.
كيد
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما تأويل قول الشاعر:
إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها
فتاركها عمدا إلى الله أقرب
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: تأويله أن تارك الصلاة عمدا يعصي الله معصية واحدة، وأن مقيم الصلاة كيدا يعصي الله معاصي كثيرة؛ يريد أن يخدع الله والله لا يخدع، ويريد أن يخدع الناس، وخداع الناس إثم، ويريد أن يتخذ الله وسيلة والله غاية الغايات، وإليه تبتغى الوسائل. فكيف به إذا اتخذ الله وسيلة لأعراض الدنيا وتضليل الناس! صدق الشاعر:
إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها
فتاركها عمدا إلى الله أقرب
صفح
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: إني أقرأ في بعض ما يقول «نيتشه»: إن كثيرا من الناس لا ينبغي أن نصافحهم بيد رفيقة، وإنما تبسط إليهم يد كبرثن الأسد، وأريد أن تكون فيها مخالب حادة. فمن عسى أن يكون هؤلاء الناس؟!
نامعلوم صفحہ