أحمد (1) لماذا مال اناس عن علي عليه السلام الى غيره مع عظيم فضائله وشهرة مناقبه ؟ فقال : قهر نوره نورهم وغلب جمهوره جمهورهم والناس الى امثالهم أميل.
وهناك سر آخر لغلبة الاشرار والفجار على خصوص الانبياء والاوصياء ؛ وهو ما بسط القول فيه بأحسن بيان نائب الحجة الخاص الحسين بن روح رضوان الله عليه في جواب من سأله ان الحسين عليه السلام ولي الله ؟
قال : نعم ، فقال الشمر عدو الله ؟ قال نعم فقال : كيف يسلط الله عدوه على وليه ؟ فأجابه بجواب طويل شاف ملخصه : ان الله لما أيد أنبياء بالمعجزات وخوارق العادات فلو جعلهم في كل أحوالهم غالبين وقاهرين لاتخذتهم الناس أربابا من دون الله ، ولكن جعلهم تارة قاهرين ، وأخرى مقهورين ، ومرة غالبين ومرة مغلوبين ليعلم الناس أنهم بشر أمثالهم وعباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون انتهى.
اما قوله تعالى : فإن حزب الله هم الغالبون (2) وأمثاله نظير قوله تعالى : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا (3) وأمثال : « الحق يعلو ولايعلى عليه » فقد ورد تفسيرها في بعض الاخبار أن المراد الغلبة بالحجة والبيان والدليل والبرهان لا أن المراد الغلبة بالملك والسلطان والسيف والسنان ، ويمكن أن يكون المراد الغلبة في الدار الاخرى دار القرار ومنزل الخلود والابدية ، فان هذه الدنيا على سعة مدتها وطول امتدادها ليست بالنسبة الى وعاء الدهر والسرمد وحقيبة
صفحہ 201