جناقو مسامیر الارض
الجنقو مسامير الأرض
اصناف
تشاغل مختار علي بأمر ملابسه، ونظافته الشخصية، سأعترف هنا بأن ألم قشي أحبتني، ولكن في ظاهر الأمر أنا الذي أغار عليها؛ لأنني طلبت منها أن تترك العمل مع أدي كفتاة مبيت، وتعمل طباخة في ميس شركة الاتصالات الجديدة، قلت معلقا ومحببا الفكرة: عمل شريف.
قالت بغنج، وهي تحاول أن تخفي عري ساقيها، بحركة أخرى أكثر إثارة: عملي مع أدي عمل شريف.
قلت لها: على الأقل أنا شايفه غير شريف.
قالت بإصرار: أنا شايفاه عكس كدا، دا شغل، العايز يدفع، وأنا بصراحة ما قاعدة أستمتع بالرجال، شغل يعني شغل.
وأكدتها باللغة التجرنة «سرح سرح بيو» ثم أضافت: العيب فيه شنو؟
عرفت فيما بعد، بعد سنوات كثيرة، وذلك بعد أن قرأت كتاب «نقد الفكر اليومي» لمهدي عامل، أن العيب الذي فيه تربيتي أنا، القيم الخاصة بي كآخر أقيم في ظرف مختلف، ونوع مختلف، وثقافة مختلفة، تراني أعترف بأنها فتحت لي آفاقا إنسانية فيما يخص علاقتي بالمرأة. وتراني استمتعت تماما بالفعل الجنسي معها، ولكنني رغم ذلك أنظر إلى الأمر كله بميزان الخطأ والصواب، وهذا فضح لرجل انتهازي يسكن في خبايا شخص مدع آخر وهما أنا، هذه شزوفرينيا أعاني منها كثيرا، ولا أظن أن الأمر له علاقة بالدين، أو السلوك الشخصي، المسألة معرفة فحسب طالما كنا أنا وهي ندرك أن الخير والشر، وكل الديانات، والكفر أيضا من ذات المصدر، وأن العمل مقدس. ناداني في هدوء، خاطبني قائلا: تعال ح أحكي ليك موضوع الصافية.
قلت له متعجبا: إنت مش حكيته لي أمبارح؟
قال وفي فمه ابتسامة تعبة: الحكاية القصيتها ليك قطعتها من رأسي، إنت حاصرتني، وأنا حاولت أفوتك، تعال يا مختار علي كون شاهد، هي حكاية على كل حال ظريفة، ولا رأيكم شنو؟
أشرنا برأسينا في وقت واحد إيجابا، وجلسنا على عنقريب وبنبر قربه.
شبق المرفعين
نامعلوم صفحہ