وللفاء العاطفة أحكام أخر، مذكورة في مواضعها، لا حاجة هنا إلى ذكرها.
وأما الفاء الجوابية: فمعناها الربط، وتلازمها السببية. قال بعضهم: والترتيب أيضًا، كما ذكر في العاطفة. ثم إن هذه الفاء تكون جوابًا لأمرين: أحدهما الشرط ب إن وأخوتها. والثاني ما فيه معنى الشرط نحو أما.
فأما جواب الشرط ب إن وأخواتها فأصله أن يكون فعلًا صالحًا لجعله شرطًا. فإذا جاء على الأصل لم يحتج إلى فاء، وذلك إذا كان ماضيًا متصرفًا عاريًا من قد وغيرها، أو مضارعًا مجردًا، أو منفيًا ب لا أو لم.
ومع كونه في ذلك غير محتاج إلى الفاء لا يمتنع اقترانه بها، على تفصيل أنا ذاكره: وهو أنه إن كان مضارعًا جاز اقترانه بها، ويجب رفعه حينئذ كقوله تعالى: " ومن عاد فينتقم الله منه "، " ومن
1 / 66