75

يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا

فصاح جميل واستخذى وقال: ألا إن النسيب أخذ من هذا، وما أنشد بعد ذلك حرفا.

فقال له عمر: اذهب بنا إلى بثينة حتى نسلم عليها. فامتنع جميل واعتذر بإهدار السلطان دمه إن وجدوه عندها، وأشار له إلى أبياتها. فتقدم عمر حتى وقف على الأبيات وتأنس حتى كلم. فقال: يا جارية! أنا عمر بن أبي ربيعة فأعلمي بثينة مكاني، فخرجت إليه بثينة في مباذلها وهي تقول: والله يا عمر لا أكون من نسائك اللائي يزعمن أن قتلهن الوجد بك، فانكسر عمر، ونظر فإذا امرأة أدماء طوالة. (2) بين الأستاذ وتلميذه

والتقى جميل وكثير فتذاكرا النسيب، فقال كثير: يا جميل، أترى بثينة لم تسمع بقولك:

يقيك جميل كل سوء أما له

لديك حديث أو إليك رسول؟

وقد قلت في حبي لكم وصبابتي

محاسن شعر ذكرهن يطول

فإن لم يكن قولي رضاك فعلمي

نسيم الصبا يا بثن كيف أقول

نامعلوم صفحہ