ما أنس لا أنس منها نظرة سلفت
بالحجر يوم جلتها أم منظور
ولا انسلابتها خرسا جبائرها
إلي من ساقط الأرواق مستور
قيل: إن مصعبا سمع البيتين فود لو يعرف كيف جلتها. فأنبئوه أن أم منظور - التي أشار إليها الشاعر - لا تزال بقيد الحياة ... فكتب في حملها إليه مكرمة. وحملت إليه، ووصفت له تلك الجلوة فقالت: «ألبستها قلادة بلح ومخنقة بلح واسطتها تفاحة، وضفرت شعرها وجعلت في فرقها شيئا من الخلوق - أي الطيب - ومر بنا جميل راكبا ناقته، فجعل ينظر إليها بمؤخر عينه ويلتفت إليها حتى غاب عنها».
فقال لها مصعب: فإني أقسم عليك ألا جلوت عائشة بنت طلحة مثل ما جلوت بثينة، ففعلت، ثم ركب مصعب ناقته وأقبل عليهما، وجعل ينظر إلى عائشة بمؤخر عينه، ويسير حتى غاب عنها ثم رجع.
أما الحكاية الأخرى فتدور على بيتين لتلميذ جميل - ونعني به كثير بن عبد الرحمن - وهما:
وما زلت من ليلى لدن طر شاربي
إلى اليوم أخفي حبها وأداجن
وأحمل في ليلى لقوم ضغينة
نامعلوم صفحہ