افعالها كالعقل ، وانما تستتم فضائلها إذا هي اعتبرت أحوال عالمها التي هي الصورة الانسانية ، لأن الله عز وجل خلق الانسان في أحسن تقويم ، ثم صوره في احسن صورة وجعل صورته مرة لنفسه ، ليتبين فيها صورة العالم الكبير ، وما هو مكتوب في اللوح المبين.
واعلم ايها الا ان الله عز وجل لما اراد ان يطلع النفس الانسانية على خزائن علوم ما كتب في لوحه ، ويشهدها العالم
تحيط بواسع ما خلقه ، وتعجز عن قراءة ما
لها عالمة صغيرة خلقه محكمته ، واتقنه بصنعته ، وصور فيه جميع ما في العالم الكبير ، واشهدها اياه ، قوله تعالى على انفسهم : الست بربکم ؟ قالوا : بلى ، فمن عرف منهم خالقه ، واقر بتوحيد مبدعه ، وقرأ في كتاب ربه الذي كتبه بيده ، وأحسن قراءته وتدبر آياته ، صحتشهادنه ، وكلت عبادته ، وسارع إلى عبادة ربه إذا دعاه ولباه ، وإذا ناجاه كانت شهادته حقا ، وقوله صدقة ، و من كان جاهلا
صفحہ 148