جامع التحصيل في أحكام المراسيل

Ṣalāḥ ad-Dīn al-Ayyūbī d. 761 AH
42

جامع التحصيل في أحكام المراسيل

جامع التحصيل في أحكام المراسيل

تحقیق کنندہ

حمدي عبد المجيد السلفي

ناشر

عالم الكتب

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

1407 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

فإن قيل دلالتهما إنما هي على أن هذا هو الطريق في التحمل لا في الأداء وكذلك يقول من يحتج بالمرسل لا يجوز للراوي أن يرسل حديثا لم يسمعه بل إنما يجوز له إرساله بعد اتصاله إليه وجزمه بعدالة الرواة وأما في حالة الأداء فلا إشعار للحديثين بالمنع من الإرسال قلنا كما تضمن الحديثان ذلك في كيفية وصول الحديث إلى الرواي فكذلك دلا أيضا على مثله في الرواية ففيهما إشارة أن الراوي لا يتحمل إلا ما سمعه شيخه ممن يروي عنه ويكون كذلك إلى منتهاه فاعترض بأنه لا دلالة في الحديثين على لزوم التصريح بالأسناد فمن أين جاء المنع من الإرسال وعدم الاكتفاء به مع السكوت عنه قلنا الحديثان دلا على أن شأن الرواية اتصال الإسناد فمتى جوزنا للفرع قبول الحديث من شيخه من غير وقوف على اتصال السند الذي تلقاه شيخه أدى ذلك إلى اختلال السند لجواز أن يكون هذا الساقط غير مقبول الرواية فلا يجوز الاحتجاج بخبره وهو قد احتج به ويزول حينئذ فائدة الإسناد الذي اتفق المسلمون كلهم على مشروعيته واعتباره فقبول المرسل يؤدي إلى إبطاله وعدم الاعتبار به ولهذا المعنى احتاط الصحابة والتابعون ومن بعدهم في الروايات وتثبتوا فيها وفي اتصالها كما في الحديث الثابت عن علي ﵁ كنت إذا حدثني أحد عن رسول الله ﷺ استحلفته فإذا حلف لي صدقته وأنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر ﵁ الحديث وفي صحيح مسلم عن طاووس عن ابن عباس ﵄ قال كنا نحفظ الحديث والحديث يحفظ عن النبي ﷺ فأما إذ ركبتم الصعب والذلول

1 / 56