فقال: ولو كان قضيبا من أرك. أي إلا من تاب.وفي ذلك رد على قومنا في عدم القطع لصاحب الكبيرة بالنار.
وفي جواز خروجه منها ودخوله الجنة. لكنهم يعملون بتقدير المسن. هكذا قيل. وعنه صلى الله عليه وسلم:{ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: رجل على فضل ماء الطريق فمنع منه ابن السبيل. و رجل بايع رجلا لم يبايعه إلا للدنيا فان ما يريد وفى له وإلالم يوف.
صفحة (227)
ورجل ساوم سلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى فيها كذا أو كذا فصدقه الآخر فأخذها}.
ومعني لا يكلمهم: أنه لا يكلمهم تكليم من رضي عنه بإظهار الرضي بل فكلام يدل على السخط.
وقيل:لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية. وقيل: لا يكلمهم كلاما يسرهم, ومعني لا ينظر إليهم: لا يرحمهم.
ومعني لا يزكيهم: لا يطهرهم من الذنوب. وقيل:لايثني عليهم. والمراد بالطريق: الفلاة.وروى: من منع فضل ماء. وقال الله تعالى له: اليوم أمنعك فضلى كما منعت ما لم تعمل يداك. قيل: والمراد أن لا يمنع فضل الماء بوجه من الوجوه. ومن ذلك أن تكون له بئر حولها عشب فيمنع الناس منها ليرغبوا عن عشبها لبعد ماء غير البئر عن مواشيهم فيتوفر له العشب.
صفحة (228)
وجاز منع ما لم يكن فضله به قدر حاجة صاحبه. وابن السبيل والمسافر. ويستثنى منه الحربي والمرتد والمصر على الكفر. فلا يكفر منعهما.والمراد بالمبايعة مبايعة الإمام. وإنما يبايع على أن يعمل بالحق.
ومن بايعه على أمر دنيوي إن وفى به.وإن وفي له فقد غش الإمام والمسلمين. إن في الخروج عن الإمام لعدم وجود الحاجة الدنيوية عنده. ذلك مثل: إثارة الفتنة. وعدم محصني المال والدم.
فيخسر خسرانا مبينا. ولاسيما إن كان متبعا على ذلك. وكذك من بايع من ليس للإمامة وخص ما بعد العصر لشرفه باجتماع الليل والنهار.
صفحہ 91