وإن أوحى بذلك واستخلف أمينا جاز وحجه صحيح وإن لم يتخلص
من التبعات.لكن لا ثواب له ما لم يتنصل. ويستحب توسيع الزاد ليتسع خلقه. وإذا حضر خروجه أرضى كل من غضب عليه من جيرانه وأرحامه وحاللهم وودعهم. وودع أهله وصلى في منزله ركعتين.
الأولى بسورة الكافرون.والثانية بسورة الإخلاص.ويقول بعدهما: اللهم افترضت الحج فاجعلني ممن استجاب وتقبل منى واتخذ أصحابا أمناء فإن الرفيق قبل الطريق.وقد سمي صلى الله عليه وسلم الواحد شيطانا وغاويا.
واثنين شيطانين وغاويين.
صفحة (137)
والثلاثة ركبا ورشدا.والشيطان الشرير من أدمى أو جنى.
أو شبهة بالجني الشرير فإن عادته الأنفراد.وأراد أن التفرد من فعل الشيطان.
أو أن الحامل عليه شيطان.وأصل الراكب أصحاب الإبل.وفي معناهم أصحاب الخيل والبغال والحمير.
وذلك أن المسافر يحتاج إلى من يعينه على الحمل على دابة. وقد يموت أو يمرض ولا يجد قائما به ومن يوصل ماله.وقد روى خير الركب أربعة وفي رواية: خير الأصحاب أربعة. وعنه صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحدة.وأراد إن في ذلك تقوية كثير من العبادات.
والوقوع في المضر كالضلال عن الطريق ولا سيما الراكب فربما نفر مركوبه بأدنى شيء فأوقعه وهو جالس في هوة. ويجوز التفرد لما لا بد منه عند الأمن أو رجاء السلامة كالجاسوسوالطليعة.
صفحة (138)
وقد أفرد رسول صلى الله عليه وسلم رسلا بليل في أمر العدو.وقد يقال بجواز التفرد لحاجة مطلقا الأمن.
كذا قيل: ويحث فيه بأنه لا يدرى أيتم أمنه أم لا ولا يدرى ما يحدث عليه ومن ما من يؤتى أخذ الحذر وقال عند خروجه وركوبه اللهأكبر ثلاثا.وسبحانه الذي سخر لنا قوله منقلبون.اللهم وفقنا للبر والتقوى في سفرنا وهون لنا واطو لنا الأرض .واصحبنا في السفر.أو أخلفنا في أهلنا.ويجتنب المماكسة.فإن غلا ما ساوم تركه.
صفحہ 56