جامع الرسائل

ابن تيمية d. 728 AH
135

جامع الرسائل

جامع الرسائل

تحقیق کنندہ

د. محمد رشاد سالم

ناشر

دار العطاء

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٢هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠١م

پبلشر کا مقام

الرياض

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم سُئِلَ شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن تَيْمِية عَن قَوْله تَعَالَى ونودوا أَن تلكم الْجنَّة أورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ [سُورَة الْأَعْرَاف ٤٣] هَل يدْخل أحد الْجنَّة بِعَمَلِهِ أم ينْقضه قَوْله ﷺ لَا يدْخل أحد الْجنَّة بِعَمَلِهِ قيل وَلَا أَنْت قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته الْجَواب الْحَمد لله الْمُثبت فِي الْقُرْآن لَيْسَ هُوَ الْمَنْفِيّ فِي السّنة لَا مناقضة بَين مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآن وَمَا جَاءَت بِهِ السّنة إِذْ الْمُثبت فِي الْقُرْآن لَيْسَ هُوَ الْمَنْفِيّ فِي السّنة والتناقض إِنَّمَا يكون إِذا كَانَ الْمُثبت هُوَ الْمَنْفِيّ وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى قَالَ تلكم الْجنَّة أورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَقَالَ كلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أسلفتم فِي الْأَيَّام الخالية [سُورَة الحاقة ٢٤] وَقَالَ أما الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات فَلهم جنَّات المأوى نزلا بِمَا كَانُوا يعْملُونَ [سُورَة السَّجْدَة ١٩] وَقَالَ وحور عين كأمثال اللُّؤْلُؤ الْمكنون جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ [سُورَة الْوَاقِعَة ٢٢ - ٢٤] الْعَمَل سَبَب للثَّواب فَبين بِهَذِهِ النُّصُوص أَن الْعَمَل سَبَب للثَّواب وَالْبَاء للسبب كَمَا فِي مثل قَوْله تَعَالَى فأنزلنا بِهِ المَاء فأخرجنا بِهِ من كل الثمرات [سُورَة الْأَعْرَاف ٥٧] وَقَوله وَمَا أنزل الله من السَّمَاء من مَاء فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا [سُورَة الْبَقَرَة ١٦٤] وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يبين بِهِ الْأَسْبَاب

1 / 145