161

جامع مسند

مستخرج البجيري على الجامع الصحيح للبخاري - مخطوط

اصناف

85 - {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}، يعني زنة ذرة.

163 - حدثني عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم (1)، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا، فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، يقولون: ربنا، إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخلتهم النار، فيقول: اذهبوا، فأخرجوا من عرفتم منهم، قال: فيأتونهم، فيعرفونهم بصورهم، لا تأكل النار صورهم، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من [25/ ب] أخذته إلى كعبيه، فيخرجون، فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا، قال: ثم يقولون لهم: أخرجوا من كان في قلبه وزن مثقال دينار من الإيمان، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول: من كان في قلبه مثقال ذرة.

قال أبو سعيد: فمن لم يصدق بهذه فليقرأ هذه الآية: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا، فلم يبق في النار أحد فيه خير، قال: ثم يقول الله، جل وعز: شفعت الملائكة، وشفعت الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين، قال: فيقبض قبضة من النار، أو قبضتين، ناسا لم يعملوا خيرا قط، قد احترقوا، حتى صاروا حمما، فيؤتى بهم إلى ماء، يقال له: ماء الحياة، فيصب عليهم، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فيخرجون من أجسادهم هم مثل اللؤلؤ، في أعناقهم الخواتم، عتقاء الله، فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول: فإن لكم عندي أفضل منه، فيقولون: ربنا وما أفضل من ذلك؟ فيقول: رضائي، فلا أسخط عليكم أبدا.

صفحہ 159