(وأما من) قال بأنهم خمسة وامرأة فأخرج جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وذلك لوجهين (أحدهما) أن أبا حنيفة رحمه الله ولد سنة ثمانين عند أكثر العلماء وجابر بن عبد الله الأنصاري مات سنة تسع وسبعين فكيف يتصور أن يروي عنه (والثاني) أن هذا الحديث معنعن من الأحاديث التي يدخلها التدليس فيظن الراوي أنه سمعه منه ولم يكن سمعه منه والدليل على ذلك أن أبا حنيفة رحمه الله قال في سائر الأحاديث سمعت وفي روايته عن جابر ما قال سمعت وإنما قال عن جابر كما هو عادة التابعين في إرسال الأحاديث حتى قال إبراهيم إذا قلت لكم أخبرني فلان عن عبد الله بن مسعود فهو الذي أخبرني عنه وإذا قلت قال عبد الله فقد أخبرني عنه جماعة والله أعلم*
(وأما من) قال إنه لقي سبعة من الصحابة فألحق بهؤلاء الستة معقل بن يسار المزني وفيه كلام أيضا فإنه مات في إمارة معاوية بن أبي سفيان ومات معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما سنة ستين فكيف يتصور رؤيته وروايته عنه*
(وأما) أنس بن مالك وغيره من هؤلاء فلا مانع من ذلك وقد اشتهرت الروايات في ذلك فإن أنس بن مالك رضي الله عنه اختلفوا في وفاته* فقيل سنة إحدى وتسعين* وقيل سنة اثنتين وتسعين* وقيل سنة ثلاث وتسعين فيكون عمر أبي حنيفة يوم مات أكثر من عشر سنين بالاتفاق* وعند البعض ثلاثين سنة فأي مانع من صحة روايته عنه*
وأما النوع الرابع من مناقبه وفضائله التي تفرد بها ولم يشاركه
فيها من بعده أنه اجتهد وأفتى في زمن التابعين رحمة الله عليهم أجمعين
(على ما أخبرني) الشيخ المعمر أحمد بن المفرج بن مسلمة بدمشق إجازة قال أنبأني الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله عن أبي الفرج سعيد ابن أبي الرجاء الصيرفي قال أخبرنا أبو الرجاء الحسين بن أحمد بن محمد الاسكاف أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة أخبرنا الأستاذ أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري حدثنا الحسن بن معروف حدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن معين قال سمعت علي بن مسهر يقول خرج الأعمش إلى الحج فشيعه أهل الكوفة وأنا فيهم فلما أتى القادسية رأوه مغموما فقالوا في ذلك فقال علي بن مسهر شيعنا قالوا نعم قال ادعوه لي فدعوني وكان يعرفني بمجالسة أبي حنيفة فقال لي ارجع إلى المصر وسل أبا حنيفة أن يكتب لي المناسك فرجعت فسألته فاملا علي ثم أتيت بها إلى الأعمش*
صفحہ 26