تلفَّت نحو الحي حتى وجدتني ... وَجِعْتُ من الإصغاء ليتًا وأخدعا
وكقول أبي تمام:
يا دهر قوم من أخدعيك فقد ... أضججت هذا الأنام من خُرُقك
ألا ترى إنه قد وجد لهذه اللفظة ببيت أبي تمام من الثقل على النفس والكراهة أضعاف ما وجد لها في بيت الحماسة من الروح والخفة والإيناس والبهجة؟ وهذا مما لا يمكن النزاع فيه لظهوره، وسيأتي له باب مفرد في الكلام على الصناعة اللفظة.
فعليك أيها المترشح لهذه الصناعة أن تراعي في كلامك هذه الدقائق الشريفة، والنكت اللطيفة، فإن لصناعة التأليف غورًا لا يدرك منهاه، ومذهبًا لا يوصل إلى مداه.
1 / 67