مدونة الحنابلة (1)
الجامع لعلوم الإمام أحمد
تأليف
خالد الرباط - سيد عزت عيد
(بمشاركة الباحثين بدار الفلاح)
«قسم الفقه 1»
[المجلد الخامس]
----NO PAGE NO------
جميع الحقوق محفوظة لدار الفلاح ولا يجوز نشر هذا الكتاب بأي صيغة أو تصويره PDF إلا بإذن خطي من صاحب الدار الأستاذ/ خالد الرباط
الطبعة الأولى
1430 ه - 2009 م
رقم الإيداع بدار الكتب
19194/ 2009
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
18 شارع أحمس - حي الجامعة - الفيوم
ت: 01000059200
صفحہ 2
الجامع لعلوم الإمام أحمد
[5]
صفحہ 3
بسم الله الرحمن الرحيم
صفحہ 4
الجامع لعلوم الإمام أحمد
جمع وإعداد وتصنيف
خالد الرباط
سيد عزت عيد. . . وائل إمام عبد الفتاح
محمد أحمد عبد التواب. . . محمد عبد الفتاح علي
أحمد محمود عبد المجيد. . . إبراهيم النحاس
خرج أحاديثه
هاني رمضان هاشم. . . أحمد فوزي إبراهيم. . . أحمد روبي عبد العظيم
أحمد عويس جنيدي. . . ربيع محمد عوض الله. . . شعبان محمد جنيدي
شارك في المقابلات
خالد مصطفى توفيق - عصام حمدي - رجب شعبان محمد
شارك في جمع المادة العلمية والأعمال المساندة
سامح محمد عيد. . . شريف محمد عبد اللطيف. . . خالد حشيش. . . أحمد يحيى ساعدي
علي يوسف محمد. . . عادل حمدي إبراهيم. . . مصطفى ربيع عبد الفتاح. . . علي صبحي عويس
محمد سعد هيبة. . . حسام عبد الفتاح حمزة. . . أحمد محمد مصطفى. . . محمد زكريا يوسف
عادل غريني. . . ياسر عبد التواب عويس. . . أحمد رمضان. . . يحيى حسن بكر
سيد قطب محمود. . . حسام كمال توفيق. . . عبد الله فؤاد الحمراني. . . مصطفى عبد الحميد
عادل أحمد التلاوي. . . ماجد عويس القرني. . . محمود محمد حمزة. . . أحمد محمد منير
محمود محمد بيومي. . . محمود محمد عوض الله. . . مصطفى محمد جمعة. . . محمد علي عبد الحافظ
شارك في الإشراف الإداري
د. جمعة فتحي عبد الحليم - أحمد عبد الله محمد علي
صفحہ 5
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي قسم الفقه
هذا القسم من أهم مقاصد هذه الموسوعة، فهو بمثابة كتاب الفقه الحنبلي الأول، ونظرا لأن أقوال الإمام أحمد بمثابة فتاوى في أغلبها فتجدها متفرعة ولو اتبعنا تقسيمها على حالها لكانت فروعا ومسائل كثيرة جدا، لذلك راعينا عند تقسيم المسائل جمع عدة روايات تحت المسألة الواحدة وقد يحتاج ذلك إلى صيغة عامة لعنوان المسألة.
وبالرغم من محاولتنا الالتزام بالترتيب الفقهي عند الحنابلة، إلا أننا قدمنا الترتيب الفقهي المنطقي العام بما يوافق تسلسل المسائل في الكتاب الواحد؛ ليسهل الوصول للمسألة بصرف النظر عن مذهب الباحث، كما أن هذه الطريقة تيسر إدراج ما يظهر من أقوال ليست هنا دون الإخلال بالترتيب أو ترقيم المسائل، كما يسهل إتمام أي قول فقدنا بعضه رغما عنا.
وراعينا قدر الإمكان الحفاظ على ألفاظ واصطلاحات المذهب عند تسمية المسائل، كذلك ترتيبنا للمسائل داخل أبوابها وكتبها.
أما ما يتعلق بالمصادر فهي مع مقدمات الموسوعة، وكما أوضحنا في مقدمة الموسوعة فإن هذا القسم -كغيره من باقي الأقسام- له ترقيم مستقل يبدأ من المجلد الخامس حتى المجلد الثالث عشر، وهذه
صفحہ 7
المجلدات التسعة ترقيم المسائل فيها من (1) إلى (3262) وقد أضفنا في هذا القسم أقساما أخرى قد لا تكون منه لكنها أقرب إليه؛ وذلك لصغر حجمها، فلم نرد أن نجعلها قسما مستقلا، بل جعلناها كتبا من ضمن قسم الفقه، وهي:
كتاب العلم - وهو أول كتاب في قسم الفقه
كتاب أصول الفقه - وهو ثاني كتاب في قسم الفقه
كتاب علوم القرآن والتفسير - وهو آخر كتاب في قسم الفقه
ومما ينبغي الإشارة إليه في هذا السياق أننا وضعنا (كتاب معاني الأحاديث والآثار) مع قسم الحديث، وقد يكون فيه شيء يسير له صلة بالفقه.
والله نسأل التوفيق والقبول
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
صفحہ 8
المجلد الأول من (قسم الفقه)
1 - كتاب العلم.
2 - كتاب أصول الفقه.
3 - كتاب الطهارة.
4 - أول كتاب الصلاة.
صفحہ 9
[باب. . .]
كتاب العلم
1 - بيان فضل العلم ومنزلته والتحذير من الجهل
قال صالح: قال له إنسان: التعليم أحب إليك أو المسألة؟
قال: التعليم أحب إلي من المسألة.
"مسائل صالح" (431)
قال صالح: رجل له ولد يعلم بلا مشارطة، وهو يسأل والده الخروج إلى الثغر، فتكره خروجه؟
قال: لا يخرج، فالتعليم أحب إلي من المسألة.
"مسائل صالح" (1090)
قال ابن هانئ: قيل له: يطلب الرجل الحديث بقدر ما يظن أنه قد انتفع به؟
قال: العلم لا يعدله شيء.
"مسائل ابن هانئ" (1931)
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن بشر بن منصور، عن ثور بن يزيد، وقال غير عبد الرحمن: عن عبد العزيز بن ظبيان قال: قال المسيح عليه السلام: من تعلم وعمل وعلم، فذاك يسمى أو يدعى عظيما في ملكوت السماء.
"الزهد" ص 76 - 77
قال عبد الله: أخبرني أبي، أخبرنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا عبد الجليل، عن أبي عبد السلام، عن كعب -يعني: كعب الأحبار- قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى أن علم الخير وتعلمه؛ فإنه منور لمعلم
صفحہ 27
الخير ومتعلمه في قبورهم حتى لا يستوحشوا لمكانهم.
"الزهد" ص 86
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا معاوية، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال: العالم والمتعلم في الأجر سواء ولا خير فيما سواهما.
"الزهد" ص 169
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا شجاع -يعني: صاحب السابري قال: سمعت معاوية بن قرة يقول: قال أبو الدرداء: اطلبوا العلم فإن لم تطلبوه فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم.
"الزهد" ص 110
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا هاشم، حدثنا حريز، عن عبد الرحمن ابن أبي عوف، عن عبد الرحمن بن منصور الفزاري، عن أبي الدرداء أنه قال: ما من رجل يغدو إلى المسجد بخير يتعلمه أو يعلمه إلا كتب الله له أجر المجاهد، ولا ينقلب إلا غانما.
"الزهد" ص 174
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
"الزهد" ص 198
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمر بن عبد العزيز قال: من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
"الزهد" ص 366
صفحہ 28
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن عبيد بن عمير قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده.
"الزهد" ص 454
قال أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه، وليس يناله أحد بالحسب، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
"طبقات الحنابلة" 1/ 28
نقل عنه أبو داود: العلم: تعلمه وتعليمه أفضل من الجهاد وغيره.
"الفروع" 1/ 523 - 524، "الإنصاف" 4/ 100 - 101
ونقل المروذي ويوسف بن موسى، في رجل أراد أن يصوم تطوعا فأفطر لطلب العلم، فقال: إذا احتاج إلى طلب العلم فهو أحب إلي.
"الفروع" 1/ 527
2 - منزلة العلماء
قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك بن حميد ابن أبي غنية، قال: حدثنا زمعة بن صالح، قال: قال الزهري لسليمان بن هشام: ألا تسأل أبا حازم ما قال في العلماء؟
قال: يا أبا حازم ما قلت في العلماء؟
قال: وما عسيت أن أقول في العلماء إلا خيرا، إني أدركت العلماء وقد استغنوا بعلمهم عن أهل الدنيا، ولم يستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم فلما رأى ذلك هذا وأصحابه تعلموا العلم، فلم يستغنوا به،
صفحہ 29
واستغنى أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم، فلما رأوا ذلك قذفوا بعلمهم إلى أهل الدنيا، ولم ينلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا.
إن هذا وأصحابه ليسوا علماء إنما هم رواة.
قال الزهري: إنه لجاري بيت ببيت، وما علمت أن هذا عنده.
قال: صدق، أما أني لو كنت غنيا عرفتني، قال: فقال له سليمان: ما المخرج مما نحن فيه؟
قال: تمضي ما في يديك بما أمرت به، وتكف عما نهيت عنه. فقال: سبحان الله ومن يطيق هذا؟
قال: من طلب الجنة وفر من النار. وما هذا فيما يطلب ويفر منه.
"مسائل صالح" (884)
قال المروذي: قال أبو عبد الله: العالم يقتدى به، ليس العالم مثل الجاهل.
"الورع" (63)
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن سلمان رحمه الله قال: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا ذهب الأول قبل أن يتعلم الآخر فذاك حين هلكوا.
"الزهد" ص 189
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا أبو عبيدة، حدثنا هشام، عن الحسن قال: كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.
"الزهد" ص 321
صفحہ 30
3 - الحث على طلب العلم والرحلة إليه
قال صالح: سمعت أبي يقول: بلغني أن شعبة أقام على الحكم بن عتيبة ثمانية عشر شهرا حتى باع جذوع بيته.
"مسائل صالح" (872)
قال عبد الله: سألت أبي عمن طلب العلم، ترى له أن يلزم رجلا عنده علم فيكتب عنه، أو ترى له أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم؟
قال: يرحل، يكتب عن كل من الكوفيين، والبصريين، وأهل المدينة، ومكة، والشام، يشام الناس، يسمع منهم.
"مسائل عبد الله" (1588)
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو ابن عمرو أبو الزعراء، عن عمه أبي الأحوص قال: قال عبد الله: إن أحدا لا يولد عالما، وإنما العلم بالتعلم.
"الزهد" ص 203
قال حرب: حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو قطن قال: ثنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبصرة فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم.
"مسائل حرب" ص 483
قال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكة ليقضي حجة الإسلام، ورافق يحيى بن معين فقال: نمضي إن شاء الله فنقضي حجتنا، ونمضي إلى عبد الرزاق إلى صنعاء نسمع منه، وكان يحيى بن معين يعرف عبد الرزاق، وقد سمع منه، فوردنا مكة وطفنا طواف الورود، فإذا
صفحہ 31
عبد الرزاق في الطواف يطوف، فطاف وخرج إلى المقام فصلى ركعتين، وجلس فتممنا طوافنا أنا وأحمد، وجئنا وعبد الرزاق جالس عند المقام، فقلت لأحمد: هذا عبد الرزاق، قد أربحك الله مسيرة شهر ذاهبا وجائيا والنفقة.
فقال: ما كان الله يراني، وقد نويت له نية أفسدها ولا أدعها.
"طبقات الحنابلة" 1/ 465
قال الحسن بن ثواب: قال لي أحمد بن حنبل: ما أعلم الناس في زمان أحوج منهم إلى طلب الحديث من هذا الزمان.
قلت: ولم؟ قال: ظهرت بدع، فمن لم يكن عنده حديث وقع فيها.
"مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص 236 - 239
قال أبو بكر بن زنجويه: قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح، فسألني من أين أنت؟
قلت: من بغداد.
قال: أين منزلك من منزل أحمد بن حنبل؟ فقلت: أنا من أصحابه.
قال: تكتب لي موضع منزلك، فإني أريد أوافي العراق، حتى تجمع بيننا. فكتبت له.
فوافى أحمد بن صالح سنة اثنتي عشرة ومائتين إلى عفان. فسأل عني فلقيني، فقال: الموعد الذي بيني وبينك، فذهبت به إلى أحمد بن حنبل، واستأذنت له، فقلت: أحمد بن صالح بالباب. فأذن له، فقام إليه، ورحب به وقربه، ثم قال له: بلغني أنك جمعت حديث الزهري، فتعال حتى نذكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما على الآخر، حتى فرغا، فما رأيت أحسن من مذاكرتهما. ثم
صفحہ 32
قال أحمد بن حنبل: تعال حتى نذكر ما روى الزهري عن أولاد الصحابة. فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما على الآخر، إلى أن قال لأحمد بن صالح: عند الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما يسرني أن لي حمر النعم، وأن لي حلف المطيبين" (¬1). فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: أنت الأستاذ، وتذكر مثل هذا؟ ! فجعل أحمد يبتسم، ويقول: رواه عن الزهري رجل مقبول أو صالح: عبد الرحمن بن إسحاق.
فقال: من رواه عن عبد الرحمن؟ فقال: حدثنا ثقتان إسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل، فقال أحمد بن صالح: سألتك بالله إلا أمليته علي. فقال أحمد: من الكتاب. فقام، ودخل فأخرج الكتاب وأملى عليه، فقال أحمد بن صالح: لو لم أستفد بالعراق إلا هذا الحديث لكان كثيرا، ثم ودعه وخرج.
"سير أعلام النبلاء" 12/ 169 - 170
قال بقي بن مخلد: أتيت العراق وقد منع أحمد بن حنبل من الحديث، فسألته أن يحدثني وكان بيني وبينه خلة، فكان يحدثني بالحديث في زي السؤال ونحن خلوة حتى اجتمع لي عنه نحو من ثلاث مائة.
"سير أعلام النبلاء" 13/ 292 - 294
صفحہ 33
4 - هل يشترط إذن الوالدين في الخروج لطلب العلم؟
قال المروذي: وسمعت أبا عبد الله، وسئل عن رجل له والدة، يستأذنها أن يرحل يطلب العلم؟ فقال: إن كان جاهلا، لا يدري كيف يطلق ولا يصلي، فطلب العلم أوجب، وإن كان عرف، فالمقام عليها، أحب إلي.
"الورع" (182)
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد الله وسئل عن الرجل يستأذن والديه في الخروج في طلب الحديث، وفيما ينفعه؟
قال: إن كان في طلب علم فلا أرى به بأسا إن لم يستأمرهما في طلب العلم، وما ينفعه.
"مسائل ابن هانئ" (1910)
قال ابن هانئ: وسألته عن الرجل يكون له أبوان موسران يريد أن يطلب الحديث، فلا يأذنون له في طلب الحديث؟
قال: يطلب منه بقدر ما ينفعه.
"مسائل ابن هانئ" (1932)
5 - الواجب عليه طلبه من العلم
قال إسحاق: قلت لأحمد: من قال: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها؟
قال: العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم.
قلت: في الوضوء، والصلاة والصوم والحج، والطلاق، ونحو هذا؟
قال: نعم. قال إسحاق: كما قال.
صفحہ 34
قال إسحاق: "طلب العلم فريضة" (¬1) لم يصح الخبر فيه إلا أن معناه قائم، يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه، وصلاته، وزكاته إن كان له مال، وكذلك الحج وغيره، وإنما معنى الواجب أنها إذا وقعت فلا طاعة للأبوين في ذلك، وأما من خرج يبتغي علما فلا بد له من الخروج بإذن الأبوين؛ لأنه فضيلة ما لم تحل به البلية، والنوافل لا تبتغى إلا بإذن الآباء.
"مسائل الكوسج" (3272)
قال عبد الله: سألت أبي عن الرجل يجب عليه طلب العلم؟
فقال: أي ما يقيم به الصلاة، وأمر دينه من الصوم والزكاة، وذكر شرائع الإسلام، وقال: ينبغي له أن يتعلم ذلك.
"مسائل عبد الله" (1589)
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا النضر بن شميل، عن بعض البصريين قال قال مالك بن دينار: من طلب العلم لنفسه فالقليل منه يكفي، ومن طلب العلم لحوائج الناس فحوائج الناس كثيرة.
"الزهد" ص 390
قال الشالنجي: قال أبو عبد الله: الذي يجب على الإنسان من تعليم القرآن والعلم ما لابد منه في صلاته وإقامة دينه، وأقل ما يجب على الرجل من تعليم القرآن فاتحة الكتاب وسورتان.
"طبقات الحنابلة" 1/ 275، "الآداب الشرعية" 2/ 34، "الفروع" 1/ 525
صفحہ 35
قال مهنا: سألته عن مسألة: فغضب، وقال: خذ ويحك فيما ينتفع به، وإياك وهذه المسائل المحدثة وخذ فيما فيه حديث.
"معونة أولي النهى" 11/ 291
6 - كيفية مذاكرة العلم
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا أبو الجهم عبد القدوس بن بكر، عن محمد بن النضر الحارثي قال: كان يقال: أول العلم الإنصات له، ثم الاستماع له، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم بثه.
"الزهد" ص 441
7 - استحباب ترديد العلم لتفهمه
قال عبد الله: سمعت أبي يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: عليكم بالتفهم مرتين. يعني في الفقه.
"مسائل عبد الله" (1257)
قال عبد الله: حدثني أبي قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثني مالك بن أنس قال: لقيت ابن شهاب يوما في موضع الجنائز وهو على بغلة له، فسألته عن حديث فيه طول، فحدثني به قال: فأخذت بلجام بغلته، فلم أحفظه.
قلت: يا أبا بكر، أعده علي. فأبى.
صفحہ 36
فقلت: أما كنت تحب أن يعاد عليك الحديث؟ فأعاده علي فحفظته.
"العلل" (1586)
8 - النهي عن التكلف في المسألة
قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن شيء، قال: لا تبحث عما لا تعلم فهو خير.
"الآداب الشرعية" 3/ 270
سأل المروذي أحمد عن شيء من أمر العدل، فقال: لا تسأل عن هذا فإنك لا تدركه.
"معونة أولي النهى" 11/ 292
9 - جواز كتم بعض العلم عن غير أهله
قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد: أيسعك أن لا تحدث؟
قال: لم يسعني، أنا قد حدثت.
"مسائل الكوسج" (3388)
قال ابن هانئ: قلت: إن أصحاب الحديث فيهم قوم ما ينبغي لمحدث أن يحدثهم؟
فقال لي: الحديث لا يئول إلا إلى خير.
"مسائل ابن هانئ" (1113).
قال ابن هانئ: دخلت يوما على أبي عبد الله، وعنده مثنى ومعه كتابه، فلما رآني خبأه.
صفحہ 37
فقال له أبو عبد الله: أبو يعقوب ليس ممن يخبأ منه.
"مسائل ابن هانئ" (2009)
وقال عبد الله: حدثني أبي قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن عبد الملك بن عمير قال: كان يقال: نكد الحديث الكذب، وآفته النسيان، وإضاعته أن تحدث به من ليس له بأهل.
"العلل" رواية عبد الله (935).
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، ويحيى ابن آدم، حدثنا سفيان قال: كان عيسى ابن مريم عليه السلام يقول إنما أحدثكم لتعلموا، ولم أحدثكم لتعجبوا.
قال يحيى: ولست أحدثكم.
"الزهد" ص 119
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: لا تحدث الحديث من لا يعرفه، يضره ولا ينفعه (¬1).
"الزهد" ص 368
قال إسحاق بن إبراهيم -يعني: المعروف بلؤلؤ: حضر مجلس أبي عبد الله كبش الزنادقة، فقلت له: أي عدو الله، أنت في مجلس أبي عبد الله ما تصنع؟ فسمعني أحمد، فقال: ما لك؟
فقلت: هذا عدو الله كبش الزنادقة قد حضر المجلس؛ فقال: من أمركم بهذا؟ عمن أخذتم هذا؟ دعوا الناس يأخذون العلم وينصرفون لعل الله ينفعهم به.
"الآداب الشرعية" 2/ 8 - 9
صفحہ 38
10 - تواضع العالم للطلاب
قال الخطيب البغدادي: أخبرني عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل أبو العباس المؤذن جارنا قال: سمعت هارون بن عبد الله الحمال يقول جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب علي فقلت: من هذا؟ فقال: أنا أحمد، فبادرت أن خرجت إليه فمساني ومسيته.
قلت: حاجة يا أبا عبد الله؟
قال: شغلت اليوم قلبي.
قلت: بماذا يا أبا عبد الله؟
قال: جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى إذا قعدت فاقعد مع الناس.
"تاريخ بغداد" 14/ 22
صفحہ 39