215

جامع العلوم والحكم

جامع العلوم والحكم

ایڈیٹر

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

پبلشر کا مقام

القاهرة

أخفي منْ دبيب الذَّرّ على الصَّفا في الليلة الظَّلْمَاء وأدْنَاهُ أن تحبَّ على شيءٍ مِنَ الْجَوْر وأن تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض؟ " قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (^١).
[محبة ما يكرهه الله]
فهذا يدل على أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه الله متابعة للهوى، والموالاة على ذلك، والمعاداة عليه، من الشرك الخفي، ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ فجعل الله علامة الصدق في محبته اتباع رسوله فدل على أن المحبة لا تتم بدون الطاعة والموافقة.
* * *
[علامة حب الله]
• وقال الحسن ﵀: قال أصحاب رسول الله ﷺ: يا رسول الله إنا نحب ربنا حبًّا شديدًا فأحب الله أن يجعل لحبه علَمًا فأنزل الله هذه الآية ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ (^٢).
• ومن هنا قال الحسن: "اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته".
• وسئل ذو النون المصري: متى أحب ربي؟ قال: "إذا كان ما يبغضه عندك أمرَّ من الصبر".
* * *
• وقال بشر بن السري: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك.
* * *

(^١) الآية ٣١ من سورة آل عمران، والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٢٩١ وصححه على شرط الشيخين، لكن تعقبه الذهبي فقال: فيه عبد الأعلى (وهو أحد رواة الحديث) قال الدارقطني: ليس بثقة.
وأورده ابن كثير في التفسير ٢/ ٣٥٨ عن ابن أبي حاتم من حديث عائشة وقال: قال أبو زرعة: هذا منكر الحديث.
(^٢) أخرجه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧ من وجوه عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأورده الواحدي في أسباب النزول ص ٩٧ عن الحسن وابن جرير.
وأورد الأستاذ المحقق عن الطبري ٦/ ٣٢٤ قوله: "وأما ما روي عن الحسن في ذلك مما قد ذكرنا فلا خبر به عندنا يصح".

1 / 221