جامع العلوم والحكم
جامع العلوم والحكم
تحقیق کنندہ
الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا
ناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
پبلشر کا مقام
القاهرة
• وكان النبي ﷺ يقول في دعائه - إذا صلى على الميت: "اللَّهُمَّ! مَنْ أحْيَيْتَه مِنَّا فَأَحْيِه عَلَى الإسْلامِ، ومَنْ تَوَفَّيْتهُ مِنَّا فَتَوَفّه عَلَى الإِيمانِ" (^١).
لأن العمل بالجوارح إنما يُتمكن منه في الحياة، فأما عند الموت فلا يبقى غير التصديق بالقلب.
* * *
[لماذا قيل: كل مؤمن مسلم]:
• ومن هنا قال المحققون من العلماء: "كل مؤمن مسلم" فإن من حقق الإيمان، ورسَخ في قلبه: قام بأعمال الإسلام كما قال ﷺ: "ألا وإنَّ في الجَسدِ مُضْغةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كلّه؛ ألا وَهِيَ الْقَلْبُ" (^٢).
فلا يتحقق القلب بالإيمان إلا وتنبعث الجوارح في أعمال الإسلام.
[ولم لا يقال: كل مسلم مؤمن؟]
وليس كل مسلم مؤمنًا، فإنه قد يكون الإيمان ضعيفًا فلا يتحقق القلب به تحققًا تاما مع عمل جوارحه بأعمال (^٣) الإسلام؛ فيكون مسلمًا وليس بمؤمن بالإيمان التام، كما قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (^٤).
ولم يكونوا منافقين بالكلية على أصح التفسيرين، وهو قول ابن عباس وغيره، بل كان إيمانهم ضعيفًا، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (^٥).
يعنى لا ينقصكم من أجورها؛ فَدَلَّ على أن معهم من الإيمان ما تُقْبَل به أعمالُهم.
وكذلك قول النبي ﷺ لسعد بن أبي وقاص لا قال له: "لَمْ تُعْطِ (^٦) فلانا وهو
(^١) أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز: باب ما يقول في الصلاة على الميت ٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤ وأبو داود في كتاب الجنائز: باب الدعاء ٢/ ١٨٨. كلاهما من حديث أبي هريرة وانظره في صحيح الترمذي ٨١٧.
(^٢) سيأتي الكلام عليه في الحديث السادس من أحاديث الجامع.
(^٣) في س، ن: "بأعمال".
(^٤) سورة الحجرات: ١٤.
(^٥) بقية الآية السابقة.
(^٦) في هـ، ن: "تعطى" "وفي س: "لم لم تعط" وعند البخاري ومسلم: "مالك عن فلان.
فوالله إني لأراه مؤمنًا" وعند مسلم أيضًا: يا رسول الله! أعط فلانًا؛ فإنه مؤمن، فقال النبي ﷺ "أو=
1 / 112