جامع البيان في تفسير القرآن
جامع البيان في تفسير القرآن
أو كصيب من السمآء
[البقرة: 19] كمطر
فيه ظلمت ورعد وبرق
[البقرة: 19] إلى آخر الآية، هو مثل المنافق في ضوء ما تكلم بما معه من كتاب الله وعمل، مراءاة للناس، فإذا خلا وحده عمل بغيره. فهو في ظلمة ما أقام على ذلك. وأما الظلمات فالضلالة، وأما البرق فالإيمان، وهم أهل الكتاب. وإذا أظلم عليهم، فهو رجل يأخذ بطرف الحق لا يستطيع أن يجاوزه. والرابع ما: حدثني به المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:
أو كصيب من السمآء
[البقرة: 19] وهو المطر، ضرب مثله في القرآن يقول: «فيه ظلمات»، يقول: ابتلاء. «ورعد» يقول: فيه تخويف، وبرق { يكاد البرق يخطف أبصرهم } يقول: يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين، { كلما أضآء لهم مشوا فيه } يقول: كلما أصاب المنافقون من الإسلام عزا اطمأنوا، وإن أصابوا الإسلام نكبة، قالوا: ارجعوا إلى الكفر. يقول: { وإذآ أظلم عليهم قاموا } كقوله:
ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة
[الحج: 11] إلى آخر الآية. ثم اختلف سائر أهل التأويل بعد ذلك في نظير ما روي عن ابن عباس من الاختلاف. فحدثني محمد بن عمرو الباهلي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: إضاءة البرق وإظلامه على نحو ذلك المثل. وحدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله. وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة في قول الله:
فيه ظلمت ورعد وبرق
نامعلوم صفحہ