جامع البيان في تفسير القرآن

الطبری d. 310 AH
192

جامع البيان في تفسير القرآن

جامع البيان في تفسير القرآن

وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا

[البقرة: 83] الآيات الذي ذكر معها. وكان سبب أخذ الميثاق عليهم فيما ذكره ابن زيد ما: حدثني به يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: لما رجع موسى من عند ربه بالألواح قال لقومه بني إسرائيل: إن هذه الألواح فيها كتاب الله، وأمره الذي أمركم به، ونهيه الذي نهاكم عنه، فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينا فيقول: هذا كتابي فخذوه فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ قال: فجاءت غضبة من الله فجاءتهم صاعقة فصعقتهم، فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله بعد موتهم، فقال لهم موسى: خذوا كتاب الله فقالوا: لا، قال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: متنا ثم حيينا، قال: خذوا كتاب الله قالوا: لا. فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم، فقيل لهم: أتعرفون هذا؟ قالوا: نعم، هذا الطور، قال: خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم قال: فأخذوه بالميثاق. وقرأ قول الله:

وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا

[البقرة: 83] حتى بلغ:

وما الله بغافل عما تعملون

[البقرة: 74] قال: ولو كانوا أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق. القول في تأويل قوله تعالى: { ورفعنا فوقكم الطور }. قال أبو جعفر: وأما الطور فإنه الجبل في كلام العرب، ومنه قول العجاج:

دانى جناحيه من الطور فمر

تقضي البازي إذا البازي كسر

وقيل إنه اسم جبل بعينه. وذكر أنه الجبل الذي ناجى الله عليه موسى. وقيل: إنه من الجبال ما أنبت دون ما لم ينبت. ذكر من قال: هو الجبل كائنا ما كان. حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة وطؤطىء لهم الباب ليسجدوا، فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم، وقالوا حنطة. فنتق فوقهم الجبل يقول: أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة، والطور بالسريانية: الجبل تخويفا أو خوفا، شك أبو عاصم فدخلوا سجدا على خوف وأعينهم إلى الجبل، وهو الجبل الذي تجلى له ربه. وحدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: رفع الجبل فوقهم كالسحابة، فقيل لهم: لتؤمنن أو ليقعن عليكم، فآمنوا. والجبل بالسريانية: الطور. حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور } قال: الطور: الجبل، كانوا بأصله فرفع عليهم فوق رءوسهم، فقال: لتأخذن أمري أو لأرمينكم به.

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: { ورفعنا فوقكم الطور } قال: الطور: الجبل اقتلعه الله فرفعه فوقهم، فقال: { خذوا مآ ءاتينكم بقوة } فأقروا بذلك. وحدثني المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر عن الربيع، عن أبي العالية: { ورفعنا فوقكم الطور } قال: رفع فوقهم الجبل يخوفهم به. حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن النضر، عن عكرمة، قال: الطور: الجبل. وحدثنا موسى، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: لما قال الله لهم:

نامعلوم صفحہ