267

جامع الآثار في السیر ومولد المختار

جامع الآثار في السير ومولد المختار

اصناف

درهم، ثم إن الأشعري طلب إليه أن يرد عليه الريطتين فأبى، فشققها عمائم بين أصحابه، فكتب الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر أنه نبي الله، دعا الله عز وجل أن لا يرثه إلا المسلمون، فصل عليه وادفنه .. .. الحديث، وفيه قصة في آخره.

وجاء عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما كان في الأوس والخزرج أوصف لمحمد صلى الله عليه وسلم من أبي عامر الراهب، كان يألف اليهود ويسائلهم عن الدين ويخبرونه بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن هذه دار هجرته، ثم خرج إلى يهود تيماء، فأخبروه بمثل ذلك، ثم خرج إلى الشام، فسأل النصارى، فأخبروه بصفة النبي صلى الله عليه وسلم وأن مهاجره يثرب، فرجع أبو عامر وهو يقول: أنا على دين الحنيفية وأقام مترهبا ولبس المسوح، وزعم أنه على دين إبراهيم عليه السلام، وأنه ينتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لم يخرج إليه، وأقام على ما كان عليه، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حسده وبغى ونافق.

وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد بم بعثت؟ قال: «بالحنيفية».

قال: أنت تخلطها بغيرها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتيت بها بيضاء، أين ما كان يخبرك الأحبار من اليهود والنصارى من صفتي».

فقال: لست بالذي وصفوا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «كذبت».

فقال: ما كذبت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الكاذب أماته الله وحيدا طريدا».

قال: آمين.

ثم رجع إلى مكة فكان مع قريش يتبع دينهم، وترك ما كان عليه، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام، فمات بها طريدا غريبا وحيدا.

صفحہ 327