جامع الآثار في السیر ومولد المختار
جامع الآثار في السير ومولد المختار
اصناف
ورواه بطوله أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم، فقال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الله، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا عبد الله، حدثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما بعث الجنود نحو الشام -يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل ابن حسنة- فقال: أوصيكم بتقوى الله، وأمرهم بأمور، وذكر الحديث.
وفيه: فلما وصلوا إلى الشام أرسل رسولا إلى هرقل، وهو في مدينة أنطاكية، فلما وصل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنطاكية، وهم على رواحلهم وهرقل ينظر إليهم من منظرة، والقوم ينظرون إليهم وسط مدينة أنطاكية، إلى أن أناخوا رواحلهم على باب الملك، حذاء المنظرة، ثم رفعوا أصواتهم وقالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، قال: فانتقض المنظر حتى سمع الناس صوت نقضه، فأرسل إليهم هرقل: إنه ليس لكم أن تظهروا دينكم على بابي، فإن كنتم رسلا فادخلوا.
قال: فدخل إليه المسلمون، فإذا هو على سرير من ذهب مفروش بالديباج الأحمر، وجميع ما في مجلسه مفروش بالحمرة، وعليه ثياب منسوجة، وعلى رأسه تاج من ذهب يلمع من الجوهر، وإذا هو يكبر بالعربية ليس بالفصيح.
قال: فوقف المسلمون بين يديه ولم يسلموا عليه، فتبسم، ثم قال: ما منعكم أن [تحيوني بما] تحيون به ملوككم.
وكان هشام بن العاص في القوم، فقال: أيها الرجل، إن تحيتنا إنما تجوز بيننا وليس يجوز لنا أن نحييك بها.
صفحہ 304