جامع ابو الحسن البسيوی
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
اصناف
وكذلك يسعهم جهل المحارم التي حرم الله ما لم يركبوا شيئا منها، أو يحلوا حراما أو يحرموا حلالا، أو يقعوا بالحرمة، ولا يصدقوا الحجة، أو تقوم عليهم الحجة فيردوها، فإن ردوا الحجة أو ركبوا الحرمة أوتولوا راكبها، أو برؤوا من العلماء على براءتهم ممن ركبها، لم يسعهم ذلك.
ويسعهم جهل الفرائض ما لم يبتلوا بشيء من ذلك، أو يحضر وقت العمل، مثل الصلاة ما لم يحضر الوقت، فإذا حضر وقت الصلاة التي أقروا بها في الجملة لم يسعهم جهل معرفتها والعمل بها، وعليهم العمل بها في أوقاتها بكمال طهارتها وحدودها، والخشوع فيها، واستقبال القبلة فيها، وآدابها من تحريمها إلى تحليلها؛ فإن تركها أو شيئا من فرائضها التي لا تقوم إلا بها لم يسعه ذلك ولم يعذر.
وكذلك عليه استقبال القبلة فيها، والدينونة بها في حين أوقات الصلاة، والإقرار بذلك، ويسعه جهل معرفة الوضوء والطهارة وغسل الأنجاس والجنابة والحيض الذي أمر الله به.
والتيمم /155/ عند عدم الماء ما لم تحضر الصلاة واسع جهله، فإذا حضرت الصلاة لم يسعه إلا العمل به والعلم بذلك، وأداؤه على ما يجب كما أمر الله به في أوقاته وعلى وجه السنة.
وكذلك صلاة السفر يسع جهلها ما لم يسافر، فإذا كان مسافرا فعليه أن يعلم فرض ذلك ويؤديه على ما يجب عليه.
ويسعه جهل معرفة الأنجاس والطهارات، وما يفسد الطهارات ويقطع الصلاة ما لم يبتل بالعمل ويحضر وقته، فإذا حضر وقت ذلك لزمه العمل بالطهارات للصلوات لم يسعه أن يركب ما يفسد عليه وضوءه، ولا ما يقطع صلاته، وأن يؤدي ذلك على وجهه، وإن علم ذلك وأحكمه قبل لزومه كان أفضل له، وإنما قلنا: يسعه ما لم يبتل بالعمل ويحضر الوقت ما كان أحد قائما بنقل الشريعة.
صفحہ 214