جامع ابو الحسن البسيوی
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
اصناف
ولو كان ما يقول من قال هذا شيئا يلتفت إليه لكان الجهل أنفع للعباد من العلم؛ إذ الجهل معه لا يضر أهله، والعلم ضار لمن علم ثم ركب بعد ما علمه.
وهذا المستحل لهذا والدائن به قائل غير الجميل، ضال عن سواء السبيل، فأين هو من قولهم: حلال وحرام وشبهات؟!، وقد روي عن النبي ^ وعن ابن مسعود: «إن الحرام بين والحلال بين، وبين ذلك شبهات، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك».
مسألة: [الأمر الذي لا يسع جهله]
- وسأل عن: الأمر الذي لايسع جهله عند مواقعته لمن ركب ذلك، أو عاين من ركبه؟
قيل له: هو نصب الحرام دينا في تحريم ما أحل، وتحليل ما حرم، فمن استحل حراما، أو دان به بجهل أو علم لم يسعه ذلك، ولم يسع من علم منه ذلك ولايته عليه، ولم تسعه إلا البراءة منه؛ لأن راكب ذلك قد كفر وفسق وظلم، والله قد نهى عن ولاية الظالمين، ونهى أن تنتهك محارمه، أو تتعدى حدوده، أو تترك فرائضه.
وقد قال أيضا: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار... ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}، وقال: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين}، {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.
فإن قال: فما يسع جهله؟
قيل له: هو ما دان المسلمون /153/ بتحريمه مما افترضه الله في كتابه أو رسوله ^ في سنته، فواسع جهله لمن أقر بجملته ما لم يركبوا حراما، أو يحلوا حراما، أو يحرموا حلالا، أو يتركوا فرضا واجبا، أو يتولوا من ركب، أو يبرؤوا من المسلمين على براءتهم ممن ركب فواسع ذلك لهم.
صفحہ 211