جامع ابو الحسن البسيوی

ابو الحسن البسیوی d. 364 AH
155

جامع ابو الحسن البسيوی

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

اصناف

وقول آخر: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} إلا دينها الذي افترضه الله عليها، وليس لمخالفينا حجة في ظاهر قوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} إلا ما تطيق، لكان الكافر يطيق الكفر، فلو كلفه الله ما يطيق كان قد كلفه الكفر الذي يطيق.

فلما فسد ذلك وأن الله لا يكلف الكفر علمنا أن الآية خاصة لبعض ما يطيقون مما كلفوا . قيل: يطيقون لما كلفوا من الدين مع عون الله وتوفيقه.

وقد يقال: لا يطيقون ما أمروا على قول الله: {لا يستطيعون سمعا} ، وقد أمروا بالسمع، فثبت بهذا أنه كلفهم ما يطيقون من أمر الدين إذ هم أصحاء، يجوز من أمثالهم الفعل؛ لأنهم يطيقون ذلك، وإن قد وفقوا له وفعلوه.

فإن قال قائل: إنا نزعم أن من لم يستطع الشيء لم يعذب عليه؟ قيل له: من قال هذا فقد أخطأ القياس، وذلك أن الله لم يعذبهم؛ لأنهم يستطيعون، فيكون إذا لم يستطيعوا عذبوا، فلو كان الله لا يعذب لعلة أنه لا يستطيع؛ لكان إذا استطاع عذب فهذا محال، فثبت أن العذاب لا يزول عن الكفار، وإن كانوا غير مستطيعين الإيمان.

مسألة: في الاستطاعة

ويقال لمن قال: إن الاستطاعة قبل الفعل ليس جائزا عندكم أن تقولوا: يقدر على كذا وكذا وأنتم لا تقدرون عليه، ولستم بكاذبين.

فإن قالوا: لا يجوز ذلك؛ لأني إذا قلت: إني أقدر، ولست بقادر كذبت.

صفحہ 155