جامع ابو الحسن البسيوی
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
اصناف
فإن جوز هذا قيل له: فإنهم لما قالوا: {لو استطعنا} أكذبهم الله، دليل على أنهم قالوا: لم يستطيعوا لزوال صحة الجسم، فأكذبهم الله؛ لأنهم قالوا: لن نستطيع، على معنى قوله: {لا يستطيعون سمعا}، وقول الخضر - عليه السلام - لموسى: {لن تستطيع معي صبرا} فأكذبهم الله تعالى.
وفيها تأويل غير هذا قوله: {لو استطعنا لخرجنا معكم}؛ يعنون: الظهور والجداء؛ فأكذبهم الله؛ لأنهم كانوا قادرين على الخروج من الظهور التي يتحملون عليها والجداء، فأكذبهم الله، وهذا في استطاعة المال /110/ وغير ذلك.
دليل آخر في الاستطاعة: قوله: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}، أرأيت قولهم: {إنك لرسول الله}، أكذب هو أم لا؟
فإن قال: ليس كذب. قيل له: وفي ماذا أكذبهم الله حتى قال: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}.
فإن قال: أيستطيع الكافر الإيمان؟
قيل له: إن أردت يستطيع أنه صحيح الجسم؛ يجوز من مثله الإيمان فنعم، وإن أردت أنه يستطيع الإيمان ولم يشأ الله ذلك منه، فلا يستطيع على ما قال الله: {لا يستطيعون سمعا}.
فإن قال: الاستطاعة مع الفعل؟
قيل له: إن أردت بقولك: الاستطاعة مع الفعل والتوفيق والتسديد، فنعم. وقد قال الله: {إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا }.
صفحہ 153