ما دل عليها البيان في ظاهره تعزية (¬1) لنبيه صلى الله عليه وسلم وإعلاما بما في أيدي المشركين من زهرة الدنيا غير موصول بنعيم الآخرة وإنما هو فتنة لهم في العاجلة (¬2) ووبال عليهم في الآجل (¬3) قال جل ذكره: ? { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } . (¬4) وقال جل ذكره: { ?فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون } ، (¬5) كل هذا القول من الله تعالى تعزية لنبيه صلى الله عليه وسلم (¬6) وقال تعالى: { ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } ، (¬7) وقال عز وجل: ? { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } (¬8) الآية . وقال عز وجل: ? { ولا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام } ، (¬9) فكل هذا إخبار من الله عز وجل وتحذير في أواخر هذه الآيات ما يدل على تأويل أوائلها. ألا ترى إنه لما قال جل اسمه: { ?ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا } (¬10) لم يدع ذلك الكلام منقطعا من البيات حتى قال: ? { ولنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } . ولما قال جل ذكره: { ?فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم? } لم يدع الكلام مرسلا فيكون تأويله مشكلا حتى وصله بأن قال: { ?إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا } ، وكذلك الآيتان اللتان ذكرناهما بعد هذا أوصل كل آية منهما في آخرها بخبر يدل على تأويل ما قبله فتبين هذا تجده كثيرا في الكتاب فإن من سبق له التوفيق اجتزأ بالتبين.
¬__________
(¬1) في (ج) تعزية.
(¬2) في (ج) فالعاجلة.
(¬3) في (ب) و (ج) الآجلة.
(¬4) الحجر: 88.
(¬5) التوبة: 55.
(¬6) من (ج).
(¬7) آل عمران: 178.
(¬8) إبراهيم: 42.
(¬9) إبراهيم: 47.
(¬10) الحجر: 88.
صفحہ 99