ثم قال: العضو الرابع الحاس فينا هو البصر، وإن المحسوسات التى تخص هذه الحاسة هى الألوان. وإن جوهر الألوان هو اللهيب الذى يخرج من كل واحد من الأجسام. وإن لذلك اللهيب أجزاء معتدلة فى حسها. وإن الأجسام التى ينفذ فيها الضوء يبرز منها أجزاء مساوية للأشياء التى تبرز من البصر، وأما الأجسام البيض فيبرز منها ما أجزاؤه أصغر من أجزاء البصر، وأما السود فيبرز منها ما أجزاؤه أعظم من أجزاء البصر. ثم قال: ولذلك صارت الأجسام البيض تفرق البصر والسود تجمعه. ثم قال: وأما الحركة التى هى أحد الحركات الكائنة عن جنس آخر من أجناس النار التى تفرق البصر تفريقا يحدث من ذلك فيه شعاعات فنسمى اللون والجسم البراق المضئ. وأما جنس النار الذى بين هذين الجنسين الذى يأتى رطوبة العين فيخالطها من غير تأخر فيدعى الأحمر. فهذا ما قاله فى الألوان البسيطة. وأما المركبة من هذه فقال فيها: إنه متى مازج اللون الأحمر البراق اللون الأبيض كان منه اللون الأحمر المشرق. ومتى مازج اللون | الأحمر اللون الأسود 〈والأبيض〉 كان منهما اللون الأرجوانى. فأما اللون الذى يسمى المظلم فيكون من اختلاط هذه الألوان واحتراقها وممازجتها اللون الأسود وغلبته عليها. وأما اللون الأشقر فيكون من امتزاج الأحمر المشرق والأغبر. وأما اللون الأغبر فيكون بامتزاج اللون الأبيض والأسود. وأما اللون الأصفر فيكون من اختلاط اللون الأبيض باللون الأحمر المشرق. وإذا خالط اللون الأبيض البراق الأسود المشبع كان منهما اللون الآسمانجونى. وإذا امتزج اللون الآسمانجونى والأبيض كان منهما اللون الأزرق. وإذا اختلط اللون الأشقر باللون الأسود حدث عنهما اللون الأخضر
[chapter 17]
ثم قال: وجميع ذلك كان قبل حدوث العالم إلا أنها كانت غير معتدلة لا نظام لها ولا ترتيب. فلما زخرف ذلك ونظم واستوى العالم اعتدلت جميع الأشياء وانتظمت
صفحہ 22