٩ وبالجملة فلا أحسبه يوجد فى بدن الإنسان عضو من الإعضاء المتشابهة الأجزاء لم نذكره وتركيب هذه الأعضاء يكون على نحوين أما الأول منهما فتركيب العروق الضوارب وغير الضوارب والطبقات وذلك أن تركيب هذه الأعضاء كما قلت من أغشية دقاق يتصل بعضها ببعض وأما المعدة والأمعاء والرحم فإن لقائل أن يقول إن تركيبها ليس هو من شظايا مفردة بسيطة فقط لكن من شظايا ومن لحم مفرد بسيط ينبت حول تلك الشظايا فإن لهذا القول بعض الإقناع وذلك أن حقيقته تتبين بيانا أكثر من ذلك فى العضل لأنه ينبت فيها حول الشظايا المتقسمة من الرباطات والأعصاب اللحم الذى يسمى على الحقيقة بهذا الاسم وذلك هو جرم العضلة الخاصى بها وأما العروق الضوارب وغير الضوارب فتأتى العضل لحفظ جوهره وقد قلت أيضا فيما تقدم فى العصب أن جرمه الخاصى به متشابه الأجزاء وأما إذا أضفت إليه الوقايات التى توقيه دخل فى الجنس الذى قلنا أنه يعم العروق الضوارب وغير الضوارب إلا أن تركيب ذلك فى العصب على غير الجهة التى يتركب عليها فى العروق ثم التركيب الثانى من تركيبى الأعضاء التركيب الذى يكون للآلات العظيمة من هذه الآلات المفردة البسيطة وإلى هذه الآلات العظيمة ينقسم البدن كله وهى الدماغ والنخاع والعينان واللسان والحنجرة والرئة والمرىء والمعدة والأمعاء والصدر والكبد والكلى والطحال والمثانة والرحم واليدان والرجلان وذلك أن الطبقات والعروق الضوارب وغير الضوارب والعصب والوترات والعضل التى فى جميع الأعضاء هى من الآلات الأول وأما العظام والغضاريف والأغشية والغدد واللحم وكل ما أشبه ذلك فمن الأجسام المتشابهة الأجزاء وهى الاسطقسات المحسوسة التى منها تركيب بدن الإنسان
صفحہ 84