ماريو
و
جلال الدينوف . نظرت إلي بطريقة من يعلم الحقيقة ولم تعبأ باعتراضي. تحدثت مع
الديجورنايا
فهمست وهي تتلفت حولها أن بعض العواجيز يؤجرون غرفا في مساكنهم للطلاب برغم أن هذا غير قانوني. أعطتني عنوانا قريبا وذهبت إليه. مبنى حديث مزود بمصعد وتدفئة مركزية. فوق الباب أيقونة مسيحية علق بها مصباح صغير . كان المسكن لعجوز خلا فمها من الأسنان. غرفة واحدة ومطبخ وحمام. لم أذكر لها جنسيتي ولم تطلب معرفتها. سألتها: أين سأنام؟ قالت: هنا. وأشارت إلى أريكة متهالكة. وقالت إنها ستنام في المطبخ حيث يوجد فوتيه قديم تعلوه كومة من الأغطية. دفعت لها عشرة روبلات إيجارا لشهر. أحضرت من بيت الطلاب بعض الملابس والأغطية بالإضافة إلى الآلة الكاتبة وبعض الصحف.
30
شعرت بآلام في صدري ونبضات متسارعة لقلبي؛ ذهبت إلى العيادة الطبية، لم يكن الطبيب يعرف الإنجليزية ولم أتمكن من شرح ما أشعر به؛ احمر وجهي وخرجت ساخطا على نفسي. أثناء العودة فوجئت بشرطيين في معاطف عسكرية طويلة يحيطان بي في محطة المترو. أمسكا بذراعي فحاولت الاحتجاج. لم يردا علي واقتاداني بعنف إلى غرفة جانبية بها ضابط خلف مكتب وبجواره رجل أربعيني على وجهه علامات الانزعاج والخوف. طلب مني الضابط بطاقة هويتي فأعطيتها له. سجل محتوياتها على ورقة وطلب مني التوقيع عليها. فهمت أنها شهادة بما وجدوه في ملابس الرجل عند تفتيشه: سلسلة مفاتيح ومفكرة وميدالية ومنديل وعلبة سجائر روسية وثقاب. وكانت هذه الأشياء مكومة فوق المكتب. وقعت على الورقة فتركوني أذهب.
31
طرقت باب السوريين ففتح لي
حميد . سألته عن
نامعلوم صفحہ