============================================================
يا غلام: إنما يتبين لك علم الله عز وجل فيك إذا رجعت إليه (26) بكل قلبك وهمك ولازمت باب رحمته، وجعلت بينك وبين الشهوات سذا من حديد، وتجعل القبر والموت نصب عيني رأسك وقلبك، وتراقب نظرات الحق عزوجل إليك، وعلمه بك وحضوره عندك وتستغني بالفقر(21) وترضى بالإفلاس وتقنع بالقليل مع حفظ الحدود؛ وهي امتثال الأمر والانتهاء عن النهي، والصبر على ما يرد من القدر (1/13] فإذا دمت على / هذا لقي قلبك ربك، ودخل عليه سير سرك فحينئذ تنكشف الأشياء لك، ترى عين العين، وتصير كما قال أمير المؤمنين علي ين أبي طالب كرم الله وجهه: (لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا). وقيل له: هل رأيت ربك، فقال: ذلك علقة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك مضعة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا ييقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها اه (26) في (ا): فيه: (27) الفقر: شعار الأولياء وحلية الأصفياء، واختيار الحق سبحانه وتعالى لخواضه من الأنبياء والأتقياء، والفقراء صفوة الله عزوجل من عباده، ومواضع أسراره بين خلقه، بهم يصون الخلق وببركاتهم ييسط عليهم الرزق، والفقراء الصبر جلساء الله عزوجل. قال رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم: "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بخمسمتة عام رواه الترمذي، "كتاب الزهده، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون قبل أغنيائهم، بخمسمئة عام، 2354 ، كما أخرج الديلمي في "الفردوس"، 4422، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (الفقر فقران؛ فقر الدنيا، وفقر الآخرة، فقر الدنيا غنى الآخرة، وغنى الدنيا فقر الآخرة. ذلك اهلاك، حب مالها وزينتها، فذلك فقر الآخرة وعذاب الدنيا)
صفحہ 26