============================================================
اسمعوا مني واعقلوا ما أقول؛ فإني غلام من يقدم (45)، أحضر بين أيديهم، وانشر امتعتهم، وانادي عليها ولا أخونهم فيها، ولا ادعي ملكا أبدا. بكلامهم اثني عليه. اهلني الله عز وجل ببركة متابعتي للرسول ، وبري بوالدي وبوالدتي رحمهما الله، والدي زاهد في الدنيا مع القدرة عليها، ووالدتي وافقته على ذلك ورضيت بفعله. كانا من أهل الصلاح والديانة، والشفقة على الخلق، وما علي منهما ولا من الخلق، اتيت إلى الرسول والمرسل بهما/ أمتنح كل خيري معهما أو [204/ب] عندهما. ما أريد من الخلق سوى محمد صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم، ولا من الأرباب غير ربي عز وجل.
يا غلام: كلامك من لسانك لا من قلبك، من صورتك لا من معناك: القلب الصحيح يهرب من الكلام الذي يخرج من اللسان دون القلب، يصير وقت سماعه كالطير في القفص، وكالمنافق في المسجد. إذا التقى واحد من الصديقين في مجلس واحد من العلماء المنافقين كانت أمنيته الخروج منه.
للقوم علامات في وجوه المرائين المنافقين الدجالين البدعيين أعداء الله عزوجل وأعداء رسوله. علامتهم في وجوههم وفي كلامهم، يفرون من الصديقين كفرارهم من الأسد، يخافون أن يحترقوا بنار قلوبهم . الملائكة/ تدفعهم [205/1] عن الصديقين والصالحين. أحدهم عند العوام كبير وعند الصديقين حقين، عند العوام آدمي وعند الصديقين سنور(41) لا وزن لهم عندهم.
45) أي ربيب السلف الصالح، فهو يقوم على خدمتهم والثناء عليهم بكل خير (46) السنور: حيوان ألوف، خلقه الله تعالى لدفع الفار يشبه الهرة، روى الحاكم في المستدرك، 1/،183 والدارقطني في السنن، 1/، 63 عن أي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه) وسلم يأي دار قوم من الأنصار ودونهم دور لا ياتيها. فشق عليهم ذلك، فكلموه، فقال: إن في داركم كلبأ. قالوا: فإن في دراهم سنورا فقال : النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه) وسلم: السنور سبع.
صفحہ 215