============================================================
سمي الترس مجنة؛ لأنه يستر صاحبه وينع عنه السهام، وسمي زائل العقل مجنونا؛ لأنه قد تغطى عقله. الصوم جنة لمن صام بورع وتقوى وإخلاص فحينئذ بمنع عنه آفات الدنيا والآخرة. يا صيام واسوا الفقراء والمساكين بشيء من طعامكم وقت إفطاركم؛ فإنه اكثر ثوابكم وعلامة لقبول صيامكم.
كل هذا يفنى، ما يبقى إلا ما تقدمونه لآخرتكم فقدموا ما دمتم قادرين على التقديم. يوم القيامة تحشرون جياعا عطاشا عراة خائفين خجلين وجلين. من أطعم في الدنيا أطعم ذلك اليوم. من سقى في الدنيا سقي في ذلك اليوم ومن كسا (1/123) في الدنيا كسي في ذلك اليوم، ومن خاف الحق عز وجل واستحى منه / في الدنيا أمن ذلك اليوم. ومن رحم في الدنيا رحمه الله في ذلك اليوم.
في هذا الشهر ليلة القدر، هي أعظم ليلة في السنة لها علامات عند الصالحين. من عباد الله عز وجل من يكشف عن أبصارهم فيرون نور الألوهية التي بأيدي الملائكة، ونور وجوههم، ونور أبواب السماوات ونور وجه الحق عزوجل؛ لأنه في تلك الليلة يتجلى لأهل الأرض.
ياقوم: لا تجعلوا همكم في مأكولكم؛ فإنه هم دني. قد ابتليتم بالأكل والشرب وقد كفيتم أمر الرزق فلا تهتموا له. سبحان الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، يرزق ولا يرزق، يطعم ولا يطعم ، الصمد الذي لا جوف له، (123/ب] ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام. حرصكم قد زاد، وقل ورعكم وأماناتكم ( ويحك الدنيا ساعة فاجعلها طاعة. يا غلام: استعمل الورع في جميع احوالك من آمور مرتين- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالهاه كما أخرجه مسلم في كتاب الصوم، باب فضل الصيام، 1153 بغير هذا اللفظ. وكذلك احمد في مند أبي هريرة، 7484
صفحہ 136